تدلي الناجية الوحيدة من تحطم طائرة قبالة جزر القمر عام 2009 بشهادتها في محاكمة تجري في باريس لشركة الطيران،تابعة للخطوط الجوية اليمنية.
كانت الناجية بهية بكاري في سن الثانية عشرة عندما أقلعت مع والدتها في 29 حزيران/يونيو 2009 من باريس ومرسيليا قبل تغيير الطائرة في صنعاء لقضاء إجازة في جزر القمر.
وفي المساء، تحطمت الطائرة اليمنية في المحيط الهندي بينما كانت تستعد للهبوط في موروني عاصمة جزر القمر وعلى متنها طاقم مؤلف من 11 شخصا و142 راكبا.
نجت بكاري من خلال تمسكها بحطام الطائرة في البحر لمدة 12 ساعة قبل أن ينقذها صيادون في اليوم التالي. منذ بدء المحاكمة في 9 أيار/مايو، حضرت الناجية الوحيدة التي تبلغ الآن من العمر 25 عامًا، عدة جلسات بصحبة والدها ورفضت التحدث إلى الصحافة.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن بكاري قولها إن الطائرة كانت "متداعية أكثر" من الأولى، بدأت "تهتز على نحو متزايد" وشعرت بعد ذلك بـ "تفريغ هائل لشحنة كهربائية" تبعه "انفجار ضخم". في "المياه الجليدية" وسط "أمواج قاتمة"، سمعت "صراخ النساء" ثم وقعت في "ما يشبه الغيبوبة" بينما بقيت معلقة "بمعجزة" على قطعة معدنية.
أصيبت بهية بكاري، المولودة في إيسون (بالقرب من باريس) لأبوين متحدرين من جزر القمر في 15 آب/أغسطس 1996، بكسور وحروق في ساقيها. بعد نقلها إلى فرنسا، زارها رئيس الجمهورية حينها، نيكولا ساركوزي.
وفتح القضاء الفرنسي تحقيقا على الفور نظراً لوجود 66 فرنسيا بين الضحايا، وتجري المحاكمة في باريس للأسباب نفسها.
وبحسب فرانس برس؛ خلص الخبراء إلى أن الحادث نتج عن مجموعة من الأخطاء المنسوبة إلى الطيارين، مستبعدين فرضية اصابة الطائرة بصاروخ أو صاعقة أو تعرضها لخلل فني.
وبرز "تقصير" من جانب شركة الطيران اليمنية التي قامت بتسيير الرحلة 626 : فهي أخطأت عندما واصلت تسيير رحلات ليلية الى موروني رغم اعطال قديمة في أنظمة الانارة يعانيها المطار، اضافة الى "ثغرات" في تدريب الطيارين.
منذ بدء المحاكمة، كانت مقاعد المدعى عليهم خالية ولم يحضر أي ممثل عن الشركة بسبب الحرب الدائرة في اليمن، بحسب الدفاع.