قادة “كتائب القسام” تحت الأضواء

صورة مموهة لمحمد الضيف خلال خطاب سابق نشرته كتائب القسام
صورة مموهة لمحمد الضيف خلال خطاب سابق نشرته كتائب القسام
عربية

غزة: سلّط العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، الضوء على عدد من كبار قادة كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” (بعضهم أحياء، وقُتِل البعض الآخر) بعد أن كانوا لسنوات طويلة، بعيدين عن الأضواء.

ومن أبرز هؤلاء، محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، ونائبه مروان عيسى.

أما الذين تم الإعلان عنهم بعد استشهادهم، فكان من أبرزهم باسم عيسى، وجمعة الطحلة، وجمال الزبدة، ووليد شمالي.

وفيما يلي معلومات عنهم:

أولا- القادة الأحياء:

محمد الضيف (56 عاماً)

ولد محمد الضيف المطلوب الأول لإسرائيل في محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، والتحق بالجهاز العسكري التابع لحركة حماس في وقت مبكرٍ من حياته، وبقي متدرجاً في مناصب الجهاز إلى أن وصل لمنصب قائد أركان كتائب القسام، وما زال على رأس عمله.

ونجا الضيف الذي لا توجد أي صورة حديثه له، من عدة محاولات إسرائيلية لتصفيته، كان آخرها عام 2014، ونجم عنها مقتل زوجته وطفليه.

كما يعرف الضيف بمشاركته ومسؤوليته عن عدد كبير من العمليات العسكرية ضد إسرائيل، تسببت في مقتل وجرح المئات.

ويتمتع محمد الضيف بشعبية كبيرة محلياً وعربياً، وظهر هذا في الكثير من الهتافات باسمه في المسيرات التي تنظم في فلسطين وخارجها.

مروان عيسى (56 عاماً)

ولد عام 1965 في قطاع غزة، وكان من نشطاء حركة حماس البارزين، الذين اعتقلتهم إسرائيل إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، حيث بقي في السجن لمدة 5 سنوات. وكان في فترة شبابه رياضياً وصاحب حضور لافت بين أقرانه.

والتحق عيسى بكتائب القسام منذ تأسيسها، وتقلد مناصب مختلفة إلى أن وصل إلى منصب نائب قائدها العام، محمد الضيف، خلفاً لأحمد الجعبري الذي اغتالته إسرائيل عام 2012.

ويعتبر عيسى، من أصحاب البصمة في عدة ملفات عسكرية أبرزها “التصنيع والأسرى الإسرائيليين وغيرها”، بحسب العديد من المصادر.

ويعتبر عيسى الذي اختير عضواً للمكتب السياسي لحركة حماس من حلقات الوصل بين شقي “حماس” السياسي والعسكري.

لماذا ظهر إعلاميا ؟ ظهر عيسى للمرة الأولى إعلامياً، عبر قناة الجزيرة الفضائية للحديث ضمن حلقة “ما خفي أعظم”، يوم الأحد الماضي، عن كواليس صفقة تبادل الأسرى التي تمت عام 2011 وتفاصيل أخرى.

وقال محللان سياسيان من غزة، إن ظهور عيسى، له رمزية كبيرة ويحمل رسائل مختلفة.

وعرض الوثائقي إلى جانب مقابلة عيسى، تسجيلاً صوتياً قالت كتائب القسام إنه لأحد الجنود الإسرائيليين المحتجزين لديها في غزة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا إن “هذا الظهور لقائد مثل مروان عيسى له رمزية كبيرة باعتبار أن المقاومة مشروع متكامل ولإظهار أن قيادة العمل العسكري تتم عبر إدارة حكيمة متزنة متعددة الشخصيات”.

وأضاف الظاظا” هناك رمزية أخرى “لعيسى لها علاقة بربطه بين العمل السياسي والعسكري وعضويته للمكتب السياسي لحركة حماس، واعتباره حلقة وصل بين الجهازين”.

وقال إن “المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل، بكل تأكيد، كان حريصاً على متابعة كل كلمة تفوه بها الرجل، وذلك ظهر من كثرة التحليلات والتقارير التي أعقبت حديثه الإعلامي الأول”.

بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد، أن ظهور شخصية مثل مروان عيسى، على الإعلام للمرة الأولى في تاريخه، يحمل رسائل متعددة من القسام لأطراف داخلية وخارجية.

وقال العقاد،إن الرسالة الأولى هي للمجتمع الفلسطيني “أن اطمئنوا على صحة المقاومة ورجالها، والرسالة الثانية كانت لإسرائيل وهي أن كتائب القسام ورغم كل الضربات قادرة على النهوض بشكلٍ أقوى من السابق والتمسك بما لديها من أوراق ضغط والمحافظة عليها”.

وقال الكاتب السياسي إن الرسالة الثالثة جاءت “للأطراف التي يمكن أن تدخل على خط الوساطة في ملف الأسرى، وهي أن الأمر ليس سهلاً والمقاومة لن تتهاون به ومستعدة لكل السيناريوهات التي تجبر الاحتلال على التنازل والرضوخ لمطالبها بهذا الخصوص”.

ثانيا-القادة الشهداء:

باسم عيسى (55 عاماً)

ولد في قطاع غزة والتحق بكتائب القسام في سن مبكر، وتدرج فيها منذ أكثر من 30 عاماً حتى وصل لمنصب قائد لواء غزة، وعضواً في المجلس العسكري الأعلى للكتائب.

ويعتبر من أكثر القادة التاريخيين المؤثرين في القسام. ويعد عيسى الذي استشهد في استهداف إسرائيلي خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة من أبرز مطاردي كتائب القسام لدى إسرائيل منذ سنوات طويلة، حيث عمل مع أبرز القادة والمؤسسين وعلى رأسهم يحيى عياش وعماد عقل ومحمد الضيف.

وكشفت كتائب القسام في تحقيق “ما خفي أعظم” الذي بثته قناة الجزيرة عن دور عيسى في ملف الجنود الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، وقالت إنه هو من “شكل وحدة الظل” التي تتولى مهمة الحفاظ على الأسرى ومنع كشف أماكنهم.

جمعة الطحلة (59 عاماً)

يحمل الجنسية الأردنية، لكن أصوله تعود لمدينة الرملة الفلسطينية. شارك في القتال ضد إسرائيل خلال اجتياح لبنان عام 1982، وفي عام 2007 انتقل من العاصمة الإماراتية إلى سوريا للالتحاق بكتائب الشهيد عز الدين القسام، وكان على رأس العاملين في قسم التصنيع حينذاك، حينما كانت تتخذ حركة حماس من دمشق مقرا لها.

ووصل الطحلة إلى غزة عام 2011، وظل يعمل في صفوف قيادة “القسام” إلى أن اغتالته إسرائيل خلال العدوان الأخير على غزة.

ويعتبر الطحلة من أصحاب الدور البارز في تطوير جهاز التصنيع العسكري بكتائب القسام، وله إسهامات في تطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة وتصنيع العتاد والعمل في الدوائر الإلكترونية، كما أنه صاحب دور بارز في إنشاء البرمجيات الإلكترونية والتعديل عليها.

البروفيسور جمال الزبدة (64 عاماً)

عمل الزبدة، محاضرا في كلية الهندسة، بالجامعة الإسلامية في غزة، وتلقى تعليمه الجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل من هناك على درجة الدكتوراة في الهندسة.

وقد نشر الزبدة أبحاث علمية متعددة في مجلات علمية مرموقة، حول مواضيع لها علاقة بتطوير محركات الطائرات.

وتقول أسرة القيادي القسامي الذي اغتالته إسرائيل بتاريخ 12 مايو/ أيار لعام 2021 إنه عمل في وكالة ناسا بالولايات المتحدة قبل العودة إلى غزة عام 1994.

وانضم الزبدة إلى كتائب القسام عام 2006، ويعتبر من أبرز المهندسين في وحدات التصنيع وله باع طويل في تطوير الصواريخ والمعدات القتالية الأخرى. وكانت إسرائيل قد حاولت اغتياله للمرة الأولى في عام 2012.

وليد شمالي

ولد في مدينة غزة وانتمى في بداية حياته إلى حركة “حماس” وكتائب القسام، وتدرج في مواقع تنظيمية وقيادية عسكرية متعددة، إلى أن أصبح من القيادات البارزة على مستوى قطاع غزة.

وحاولت إسرائيل اغتيال شمالي أكثر من مرة مما تسبب له بعدة إصابات بشظايا وجروح لم تؤثر على عمله، بحسب مصادر في “حماس”، إلى أن استشهد في قصف إسرائيلي استهدف منطقة كانت يتواجد فيها بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة خلال العدوان الأخير.

ويعتبر شمالي من أبرز المسؤولين في وحدات التصنيع التابعة لكتائب القسام وله إسهامات متعددة في تطوير القدرات العسكرية المختلفة.