قد تساعد حفنة من العملات المعدنية عثر عليها في بستان فواكه في رود آيلاند الأميركية، وغيرها في أماكن أخرى، في نيو إنجلاند في حل واحدة من أقدم الجرائم التي ارتكبت على وجه الأرض.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، فإن الشرير في هذه الحكاية، هم قراصنة من الإنكليز كانوا من أكثر المجرمين المطلوبين في العالم، بعد أن نهبوا سفينة تقل حجاجا مسلمين عائدين من مكة إلى الهند، ثم أفلتوا من العقاب من خلال انتحال شخصيات أخرى، منها تجار رقيق.
ففي السابع من سبتمبر 1695 نصبت سفينة قراصنة تدعى "فانسي" كمينا واستولوا على سفينة ملكية تدعى "غانج ساواي" كانت تتبع للإمبراطور الهندي أورانغزيب، والذي كان وقتها أحد أقوى الرجال في العالم.
لم يكن على متن السفينة مسلمون عائدون من الحج فحسب، بل ثروة من الذهب والفضة بقيمة عشرات الملايين من الدولارات.
وتقول الروايات التاريخية إن فريق سفينة القراصنة، عذبوا وقتلوا الرجال على متن السفينة الهندية واغتصبوا النساء قبل الهروب إلى جزر الباهاما، ملاذ القراصنة آنذاك.
لكن سرعان ما انتشر الخبر عن جرائمهم، ووضع الملك الإنكليزي ويليام الثالث، إثر ضغط هائل من الهند، مكافأة كبيرة للقبض عليهم.
وقال جيم بيلي، وهو مؤرخ هاو ومكتشف أول عملة عربية سليمة من القرن السابع عشر في ميدلتاون: "إنه تاريخ جديد لجريمة شبه كاملة"، مشيرا إلى أن الجميع في ذلك الوقت كان يبحث عن أولئك القراصنة.
تظهر السجلات غير المكتملة التي تشوبها الغموض، أن سفينة تسمى زهرة البحر، استخدمها القراصنة بعد أن تخلوا عن السفينة الفانسى، أبحرت على طول الساحل الشرقي، ثم وصلت مع ما يقرب من أربعين من العبيد في عام 1696 إلى نيوبورت، رود آيلاند، والتي أصبحت مركزًا رئيسيًا لتجارة الرقيق في أمريكا الشمالية في القرن الثامن عشر.
حتى اكتشاف العملات المعدنية الجديدة، كان المؤرخون يعرفون أن القراصنة أبحروا إلى أيرلندا في عام 1696، ولكن اكتشاف هذه العملات المسروقة من على ظهر السفينة الهندية في المستعمرات الأميركية، يظهر كيف تقطعت السبل بالقراصنة الذين سلكوا طرقا مختلفة للهرب، أو أنهم شقوا طريقهم لأول مرة إلى هذه المستعمرات مستخدمين النهب لتغطية نفقاتهم اليومية أثناء الهرب.
وظهرت أول عملة معدنية كاملة في عام 2014 في مدينة ميدلتاون في رود آيلاند الأميركية، وهي بقعة أثارت فضول بيلي قبل عامين بعد أن عثر على عملات معدنية قديمة من عهد الاستعمار.
أكدت الأبحاث أن العملة الغريبة تم سكها عام 1693 في اليمن. وهو ما أثار تساؤلات على الفور لدى بيلي الذي أشار إلى أنه لا يوجد دليل على أن المستعمرين الأميركيين الذين كانوا يكافحون لكسب لقمة العيش في العالم الجديد سافروا إلى أي مكان في الشرق الأوسط للتجارة حتى عقود لاحقة.
منذ ذلك الحين، اكتشف باحثون آخرون 15 قطعة نقدية عربية إضافية من نفس الحقبة - 10 في ماساتشوستس، وثلاث في رود آيلاند واثنان في كونيتيكت. تم العثور على آخر في ولاية نورث كارولينا.
وقالت سارة سبورتمان، عالمة الآثار بولاية كونيتيكت، حيث تم العثور على إحدى العملات المعدنية في عام 2018 أثناء التنقيب المستمر في موقع مزرعة يعود إلى القرن السابع عشر: "يبدو أن بعض أفراد طاقمه كانوا قادرين على الاستقرار في نيو إنجلاند والاندماج"، مضيفة أنه "كان الأمر أشبه بمخطط لغسيل أموال".