هل يمكن أن تسير سيارة أو باخرة أو طائرة أو حتى بسكليتة بدون قائد؟
حتى الطائرة المسيرة، هناك من يقودها عن بعد
أو أنه يتم قيادتها بواسطة تطبيق برنامج وإحداثيات وهي أحدث ابتكارات القيادة.
أولا: ألعاب توزيع اللوم والذنوب
توزيع الذنوب واللوم، شائع بين اليمنيين.
الناس، يلومون القيادة.
والقيادة جماعية على هيئة مجلس رئاسي متطاحن ويلومون بعضهم البعض.
والقيادة، تلوم المكونات والأحزاب.
وكلهم لا يستطيعون التعامل مع الأمراض اليمنية الثلاثة: العصبيات والمناطقية والقبلية.
وتنهي الحلقة الفارغة بأن القيادة تلقي بالذنوب على المتمردين والإنقلابيين الحوثيين الذين قاموا بالإنقضاض على عملية سياسية توافقية انتقالية وأدخلوا اليمن في حرب أهلية وحرب إقليمية بالنيابة طوال السنوات التسع الماضية.
ثانيا: القائد وتوزيع اللوم
أكيد أن هناك مذنبون وهناك من يستحق اللوم وحتى من يستحق العقاب.
فداحة وخطورة الوضع وشدة المأساة، لا تعفي من كشف الذنوب وتوزيع اللوم وفرض العقاب.
نحن نفهم صعوبة الوضع على القائد رشاد العليمي في هذه الأوضاع الشائكة التي يقود البلاد فيها.
لكن مهمة الناس ليست التبرير للقائد ولا تلمس الأعذار ولا إبداء التعاطف.
الناس، يريدون ويتوقعون شيئا واحدا فقط من القائد، وهو:
" القيادة في حل المشكلة".
مهمة القائد، هي فهم المشكلة.
مهمة القائد، هي التعامل مع المشكلة وليس الهروب من المشكلة—
والتعامل مع المشكلة بغرض حلها.
ثالثا: الهروب من المشكلة
هذه محاولة لرصد طرق التصرف مع المشاكل.
بعض هذه الطرق تقليدية وعلامة مسجلة لكل القادة السابقين.
ولكن- وبصراحة- بعضها حصرية للقيادة الجماعية الحالية الفريدة من نوعها: مجلس رئاسي مكون من رئيس وسبعة أعضاء، يتم تمويل معظمهم وتسليحهم من جهات أجنبية.
١- التضحية بكبش فداء: هذا ليس هو الحل الأمثل لحل المشكلة.
٢- إدعاء عدم رؤية المشكلة: "عادي" "طبيعي"، "هذا يحصل في أي مكان"، هذا ما يقولونه.
ولا يمكن للقائد الهروب من المشكلة.
دفن الرأس والعيون والآذان في الرمال خوفا من المشكلة، لا يدع المشكلة تختفي.
٣- المساءلة وليس المهاترة: من أهم واجبات القائد هي الحرص على المساءلة بشأن المشكلة بدون السقوط في المهاترات.
٤- الهروب بافتعال أزمة: الخروج من المشكلة بافتعال مشكلة جديدة.
هذا إسمه ممارسة السياسة بخلق الأزمات والخروج من مشكلة إلى مشكلة أخرى.
هذا ينتج المزيد من المشاكل بدون التخلص من المشكلة الأصلية.
وتزداد المشاكل والأزمات في البلاد وتتداخل بحيث يعتمي الناس والقيادات وتنحدر البلاد إلى هاوية الفشل.
٥- الحذاقة في خلق التبريرات
هذا شائع، ولا يحل المشكلة ويتسبب بنتائج عكسية.
٦- الغموض: الغموض بشأن مواجهة المشكلة.
هذا شائع، ولا يحل أي مشكلة.
رابعا: هذه مشاكل يتم إنكارها
هذه مشاكل تهدد مصير اليمن.
ويتم إنكارها على أنها موجودة أصلا.
هذه مشاكل عويصة وخطيرة ومدمرة، ويتم إنكارها من الجميع.
ينكرونها بالأقوال ونشاهدها يوميا وعمليا بالتصرفات والأعمال.
ويكررون علينا يوميا بأن "التوافق" على خير ما يرام.
لكن الناس يعرفون ويفهمون كل شي.
وعندما يكرر القادة الإنكار، تزداد الفجوة بينهم وبين الناس.
١- الحاجة لتوضيح العلاقة بين كل أعضاء المجلس الرئاسي
٢- الحاجة لتوضيح العلاقة بين رئيس المجلس الرئاسي والأعضاء السبعة.
٣- الحاجة لتوضيح العلاقة بين المجلس الرئاسي والإمارات
٤- الحاجة لتوضيح العلاقة بين المجلس الرئاسي والسعودية.
٥- الحآجة لتوضيح العلاقة بين السعودية والإمارات.
٦- الحاجة للحشد وتوفير اللوجستيات والتخطيط للحرب كأنه لا مفر منها.
٧- الحاجة للتفكير بالسلام كأنه شيئ يمكن أن يحدث وإن كان بعيد الإحتمال.
هذه كلها مسائل خطيرة للغاية ويتم ركنها على جنب ويتم حتى إنكارها.
خامسا: مشاكل لها حل تلقائي
هذه مشاكل سيتم حلها لو تخلصنا من المشاكل التي يتم إنكارها
هي في كل مجال من مجالات الحياة وهي على سببل المثال وليس الحصر، وسنشير فقط لبعضها.
١- التشكيلات العسكرية في المخاء وعدن وشبوة وحضرموت وعلاقاتها مع بعضها وعلاقتها بوزارة الدفاع ومع الجيش الوطني ومع دولة الإمارات.
٢- المحاصصة في الحكومة والوظائف العامة.
٣- تسيب الأمن وتردي القضاء وسوء الخدمات
٤- مشاكل الأراضي
٥- هزالة السلطة المحلية
سادسا: أسئلة لأعضاء المجلس الرئاسي
كل عضو من أعضاء مجلس الرئاسة معه توجه مختلف.
صعب للغاية، توجيه كلمة واحدة جامعة لكل أعضاء "المجلس الرئاسي القيادي اليمني"، لكن من الممكن توجية أسئلة عامة لهم كلهم.
١- هل أنتم راضون فعلا عن الأدوار التي تم رسمها لكم؟
٢- هل أنتم تعتقدون فعلا- ومن تجربتكم- أن هناك شيئا إسمه القيادة الجماعية؟
٣- كم من كل هذه النقاط ما هو موضوعي ويمكن أن يطرح للمناقشة بغرض تحسين وضع القيادة في اليمن؟
سابعا: ورطة القائد اليمني الحالي
أكيد أن القائد رشاد العليمي واقع في ورطة ليست من صنعه وليس فقط المعاناة من مجرد مشكلة.
الورطة في المشكلة الحالية في الوضع الحالي أن هناك:
ركون ١٠٠٪ على ما ستقرره المملكة السعودية.
توجس كبير من الضرر الذي يمكن أن تقوم به دولة الإمارات.
ضعف في مؤسسات الدولة، واستقطابات فئوية ومناطقية حادة، وقطيعة بين المنصة والقاعدة، وتناقضات في القيادة.
وكل هذا يجعل مسألة المكاشفة والمساءلة والمحاسبة والمراجعة نوعا من المهاترات ومزيد من الغرق في أوحال الفشل والضياع.
على الرئيس رشاد العليمي الواجب الأكبر في مهمة إخراج نفسه من الورطة وإنقاذ اليمن من الفشل.
كنوع من الإجتهاد مني شخصيا، فإني أقدم للرئيس هذه الأركان الأربعة لإخراج الشرعية اليمنية من ورطتها:
١- الإصرار على فكرة "الشرعية" وعلى مهمة "القائد الشرعي" كمسؤول وحيد.
٢- الحرص على التحالف مع السعودية مع ضبط العلاقة.
٣- التواجد على الأرض اليمنية.
٤- كسب عقول وقلوب الأغلبية الصامتة.
هذا الركن الرابع سيتم تلقائيا بالتعامل مع الأركان الثلاثة السابقة ومع التصورات العامة المقترحة في هذه المقالة لحل المشاكل المزمنة والطارئة.
- نقلاً من صفحة الكاتب على فيسبوك