رسوم الحج وخدمات الحجاج اليمنيين بين تساؤلات المواطنين واستعدادات وزارة الأوقاف لموسم 1447هـ

تقارير

 

في الوقت الذي لا تزال فيه الأسئلة عالقة بشأن مصير العوائد المالية الكبيرة التي تجنيها وزارة الأوقاف والإرشاد تحت بند "رسوم خدمات المطوفين والأطباء والوزارة"والتي تجاوزت في العام الماضي وحده أكثر من 70 مليون ريال سعودي تتصاعد المطالب الشعبية بضرورة تحقيق العدالة المالية والشفافية في إدارة ملف الحج، وسط أزمات اقتصادية متفاقمة تثقل كاهل المواطنين، وتطلعات لحج بتكاليف معقولة وخدمات خالية من الفساد.

 

اجتماع رسمي في عدن: تحضيرات واستعراض للتقارير

 

ترأس وزير الأوقاف والإرشاد، محمد عيضة شبيبة، اليوم الثلاثاء، في العاصمة المؤقتة عدن، اجتماعا للجنة العليا للحج، بحضور نائب الوزير أنور العمري، وعدد من ممثلي الجهات الحكومية ذات الصلة والقطاع الخاص، بهدف مناقشة مستجدات الاستعدادات لموسم الحج 1447هـ.

واستعرض الاجتماع تقريرا قدمه قطاع الحج والعمرة، تضمن سير التحضيرات الفنية والإدارية، ومراحل إنجاز الأعمال الميدانية والتنظيمية، إضافة إلى التحديات التي تواجه الوكالات العاملة في المجال.

 

تقرير مالي يثير الانتباه

أولى الاجتماع اهتماما خاصا بـ التقرير المالي المرتبط بموسم الحج، حيث جرت مناقشة إجراءات توريد رسوم الحج، ومدى التزام وكالات الحج والعمرة بسداد المبالغ المستحقة، إضافة إلى التسهيلات المقدمة لهم، والصعوبات التي تعيق أداءهم.

وأكد الوزير شبيبة خلال الاجتماع على أهمية الإعداد المبكر لموسم الحج، وضمان الجاهزية الكاملة لجميع القطاعات المعنية، مشيدا بالجهود المبذولة في سبيل تنظيم موسم ناجح، ومشدّدا على ضرورة معالجة التحديات، وتلافي الملاحظات السابقة، التي أثّرت على بعض جوانب التنظيم في المواسم الماضية.

 

أسعار الحج.. مراجعة قبل الإعلان

 

في خطوة تعكس توجها نحو تخفيف العبء المالي عن الحجاج اليمنيين، أقرّ الاجتماع مراجعة أسعار الحج لهذا العام، قبل إعلانها رسميًا، لضمان توافقها مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. كما جرى اعتماد محضر الاجتماع السابق بعد مراجعته ومناقشة بنوده.

 

ملف الرسوم والخدمات.. تساؤلات بلا إجابة

 

رغم الاستعدادات الرسمية، يظل القلق الشعبي قائما من غياب الشفافية في ملف العوائد المالية، حيث لم توضح الوزارة حتى اليوم كيفية صرف أكثر من 70 مليون ريال سعودي من رسوم خدمات الحجاج خلال موسم 1446هـ، في ظل استمرار الشكاوى من ضعف الخدمات المقدمة، خاصة في مجالات التغذية، الإيواء، والإشراف الصحي.

ويطالب مواطنون وناشطون بفتح هذا الملف بشكل جاد، وتقديم تقرير شفاف ومفصل للرأي العام، يوضح أوجه الإنفاق، وآليات التعاقد مع الشركات والجهات المقدمة للخدمة، بعيدًا عن التعتيم والفساد الذي ظل يرافق هذا الملف لعقود.

 

دعوات لحج كريم وبأقل التكاليف

 

وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، يترقب آلاف اليمنيين موسم الحج هذا العام بقلق، آملين أن يروا موسمًا مختلفًا من حيث التكلفة والمعاملة والخدمات، بعيدًا عن الاستغلال المالي والمظاهر الاحتكارية التي تكررت في المواسم السابقة.

ويُعد موسم الحج بالنسبة لليمنيين مناسبة دينية كبرى وأملًا روحيًا، لكنه أيضًا بات تحديًا ماليًا ولوجستيًا في ظل تقلبات أسعار الصرف، وغياب الرقابة الحقيقية على الأداء المالي والإداري.

ختامًا، يبقى نجاح وزارة الأوقاف هذا العام مرهونًا بقدرتها على إقناع الشارع اليمني بمستوى الشفافية، وجودة الخدمات، وعدالة الأسعار، لا بمجرد الإعلانات الرسمية أو الاجتماعات الشكلية. فثقة الحاج اليمني لا تُشترى، بل تُبنى على الأداء والاحترام والحق في معرفة أين تذهب أمواله.