الزنداني يُعيد تشكيل الدبلوماسية اليمنية.. إصلاحات جذرية وحضور متصاعد في الخارج

تقارير

 

 

منذ توليه منصب وزير الخارجية وشؤون المغتربين، قاد الدكتور شائع الزنداني حزمة من الإصلاحات الجذرية والتحركات الدبلوماسية النشطة بهدف إعادة الاعتبار للدبلوماسية اليمنية وتعزيز حضور اليمن على الساحة الدولية في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.

يمكن تلخيص أبرز إنجازاته وإصلاحاته فيما يلي:

 

1. إصلاحات داخلية في وزارة الخارجية

أطلق الوزير الزنداني إصلاحات إدارية وهيكلية جوهرية داخل وزارة الخارجية، بهدف إعادة الانضباط وتفعيل دور الوزارة كمؤسسة قادرة على تحقيق الأهداف المرجوة.

 

 من أبرز هذه الإصلاحات:

• إعادة هيكلة العمل الدبلوماسي: تعمل الوزارة على تنفيذ خطة شاملة لإعادة هيكلة العمل الدبلوماسي اليمني، بما في ذلك تقليص 25% من الكادر الدبلوماسي في البعثات اليمنية بالخارج، واستدعاء ما يقارب 160 مبعوثًا ممن انتهت سنوات خدمتهم أو تجاوزوا العشر سنوات في الخارج.

ويهدف هذا الإجراء إلى مكافحة الفساد وإعادة الانضباط الإداري والمالي داخل الوزارة والبعثات الدبلوماسية.

 

• تفعيل دور الدبلوماسية اليمنية: أكد الزنداني على ضرورة إعادة الاعتبار للدبلوماسية اليمنية، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على تهيئة الظروف المناسبة لعمل السفارات والمنظمات الدولية في العاصمة المؤقتة عدن.

كما يسعى إلى إعادة تعريف الخارجية بوصفها ذراعا فاعلة لليمن في الخارج، وترميم جسور الثقة بين اليمن والعالم.

 

• تعيينات دبلوماسية جديدة: أصدر الوزير الزنداني قرارات بتعيين ما يقارب 70 دبلوماسيا وإداريا في البعثات الخارجية، بعد سنوات من التوقف، مما يعكس جهودا لإعادة تنشيط العمل الدبلوماسي وتجديد الكوادر.

كما تم اعتماد قرابة 15 سفيرا جديدا في العاصمة المؤقتة عدن، بعد توقف دام قرابة 10 سنوات.

 

2. تعزيز الحضور الدبلوماسي والتحركات الدولية

قاد الدكتور الزنداني نهجا دبلوماسيا نشطا يركز على تعزيز علاقات اليمن مع الدول الشقيقة والصديقة، والمشاركة الفعالة في المحافل الإقليمية والدولية. من أبرز تحركاته:

 

• المشاركة في المنتديات والمؤتمرات الدولية: شارك الزنداني في العديد من الاجتماعات والمنتديات الدبلوماسية، مثل منتدى أنطاليا الدبلوماسي، واجتماعات وزراء الخارجية العرب ومنظمة التعاون الإسلامي، حيث ركز على تعزيز علاقات اليمن وتوسيع التعاون.

 

• اللقاءات الثنائية: أجرى الوزير الزنداني سلسلة من اللقاءات الثنائية مع نظرائه من مختلف دول العالم، لمناقشة تطورات الأوضاع في اليمن وتعزيز الدعم الدولي.

 

• تأكيد المواقف اليمنية: أكد الزنداني في تصريحاته ولقاءاته على موقف اليمن الثابت تجاه القضايا الإقليمية والدولية، مثل دعم مغربية الصحراء، وضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية.

كما شدد على أهمية تفعيل أطر التعاون الإسلامي المشترك في مواجهة التحديات.

 

3. التعامل مع ملف الأزمة اليمنية

يعتبر ملف الأزمة اليمنية من أبرز التحديات التي تواجه الدبلوماسية اليمنية، وقد أولى الزنداني اهتماما خاصا لهذا الملف:

•الدعوة إلى السلام: أكد الزنداني أن كل اليمنيين ينشدون السلام بما يخفف من معاناتهم الإنسانية ويحقق الأمن والاستقرار، مشيرًا إلى أن التوصل لحل سياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة.

• عزل جماعة الحوثي: ساهمت تحركات الوزير الزنداني في عزل أطروحة جماعة الحوثي الانقلابية وإعادة تصنيفها من قبل كثير من الدول كجماعة إرهابية، والعمل جارٍ على توسيع هذا التصنيف.

• تجميد خريطة السلام: أشار الزنداني إلى أن خريطة السلام في اليمن شبه مجمدة نتيجة التصعيد في البحر الأحمر، مؤكدًا على تدخلات الدول الكبرى في هذا الملف.

 

ويُظهر الدور الذي يلعبه الدكتور شائع الزنداني كوزير للخارجية وشؤون المغتربين في اليمن التزاما واضحا بإعادة بناء الدبلوماسية اليمنية وتفعيل حضورها على الساحة الدولية. 

 

فمن خلال الإصلاحات الداخلية الجريئة التي قادها في هيكلة الوزارة وتعيين الكوادر الدبلوماسية، إلى تحركاته الدبلوماسية النشطة في المحافل الإقليمية والدولية، يسعى الزنداني إلى تجاوز التحديات التي تواجه اليمن.

 

إن جهوده في تعزيز العلاقات الخارجية، وتأكيد المواقف اليمنية، والتعامل مع ملف الأزمة اليمنية، تعكس رؤية واضحة نحو استعادة اليمن لمكانته الدبلوماسية. ورغم التحديات الكبيرة التي يواجهها اليمن، فإن الزنداني يمثل شخصية دبلوماسية ذات خبرة وكفاءة، تسعى جاهدة لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.