أجرى رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، غابرييل فينيالس، وسفراء عدد من دول الاتحاد الأوروبي، يومي الثلاثاء والأربعاء، لقاءات مع مسؤولين حكوميين في عدن وحضرموت، ضمن جهودهم المستمرة لدعم الحكومة اليمنية في ظل التحديات الراهنة.
اللقاءات تركزت على تعزيز الدعم السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى تعزيز الجهود المشتركة للتعامل مع الأزمات الإنسانية والاقتصادية التي يعاني منها اليمن.
لقاءات في عدن وحضرموت: دعم للحكومة اليمنية
في عدن، بدأ السفراء الأوروبيون لقاءاتهم مع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والذي يمثل تحديًا كبيرًا للوحدة السياسية والجغرافية في اليمن.
البعثة الأوروبية أكدت في تدوينة لها دعمها لمجلس القيادة والحكومة، مشددة على أهمية وحدة المجلس والإصلاحات لمواجهة التحديات العديدة التي يواجهها اليمن، ولتقديم خدمات أساسية للمواطنين.
كما التقى السفراء مع رئيس مجلس الوزراء أحمد بن مبارك، حيث تم بحث مستجدات الأوضاع الاقتصادية وسبل تعزيز خطة الحكومة للتعافي الاقتصادي، بما في ذلك إعادة تخصيص الدعم الأوروبي للمجالات ذات الأولوية.
النقاش تركز على الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، من انهيار العملة وتدهور الخدمات العامة، وهي القضايا التي أثارت احتجاجات شعبية واسعة في مناطق الحكومة.
دعم الإصلاحات الاقتصادية: بنك مركزي عدن في دائرة الاهتمام
وفي سياق تعزيز الدعم الاقتصادي، التقى السفراء بمحافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب، حيث استمعوا إلى شرح مفصل عن الجهود التي يبذلها البنك لتحقيق الاستقرار في العملة ودعم الإصلاحات الاقتصادية.
كما أكدوا على الدور الحيوي الذي يلعبه البنك المركزي في هذه المرحلة الحرجة.
التوجه نحو حضرموت: تحديات سياسية واقتصادية
من جهة أخرى، التقى السفراء في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، عضو مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني، وناقشوا «التحديات الكثيرة التي يواجهها الحضارمة»، وهو ما يشير إلى تزايد الاستقطاب السياسي والإقليمي في اليمن.
اللقاءات سلطت الضوء على أهمية تعزيز الحوار ووحدة المجلس الانتقالي الجنوبي، وتقديم الإصلاحات التي تساهم في معالجة التحديات في حضرموت واليمن بشكل عام.
جولات ميدانية وتفاعل مع المجتمع المحلي
خلال زيارتهم إلى المكلا، قام السفراء بجولة في شوارع المدينة القديمة، حيث التقى العديد من الحضارمة الذين رحبوا بهم وقدموا لهم إفطارًا تقليديًا، مما يعكس اهتمامهم بالتراث الثقافي والمحلي.
كما أجروا لقاء مع محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، وتم تدشين مشروع لإعادة تأهيل المنطقة بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبالتعاون مع اليونسكو.
استقطاب دولي وإقليمي
تؤكد هذه الزيارة على مدى أهمية محافظة حضرموت، التي تشهد توترات سياسية واقتصادية، باعتبارها عنصرًا محوريًا في الجغرافيا السياسية لليمن.
كما يعكس اهتمام الاتحاد الأوروبي بالوضع في اليمن في إطار استقطاب دولي وإقليمي متزايد، وسط التحديات السياسية والإنسانية التي يشهدها البلد.
دعم مستمر لليمن في مواجهة الأزمات
إن تفاعل السفراء الأوروبيين مع الحكومة اليمنية، وخاصة من خلال لقاءاتهم مع المسؤولين الحكوميين في عدن وحضرموت، يعكس اهتمام الاتحاد الأوروبي الكبير بتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لليمن في هذه المرحلة الحساسة.
السفراء أكدوا مرارًا على أهمية الإصلاحات، ووحدة المجلس، وتقديم خدمات أساسية للمواطنين، في وقت تتواصل فيه الأزمات السياسية والاقتصادية في البلاد.