شائع الزنداني.. دبلوماسية الإصلاح وإعادة التموقع الدولي لليمن

تقارير

إيجاز برس - وحدة التقارير

منذ تعيينه وزيرا للخارجية، قاد الدكتور شائع محسن الزنداني نهجا دبلوماسيا نشطا، يركز على إعادة ضبط الأداء الدبلوماسي، وتعزيز حضور اليمن على الساحة الدولية، وإصلاح الاختلالات الإدارية داخل الوزارة.

وفي وقت تعاني فيه اليمن من تعقيدات سياسية وأمنية واقتصادية، جاءت تحركات الزنداني لتعكس رؤية جديدة تعيد الدبلوماسية اليمنية إلى مسارها الصحيح، بعد سنوات من التراجع والتشتت.

 

تحركات دولية لتعزيز الشراكات ودعم القضية اليمنية

 

منذ توليه المنصب، بدأ الوزير شائع الزنداني جولة دبلوماسية طالت عددا من الدول الفاعلة، بهدف إعادة التموضع الدبلوماسي لليمن، وتعزيز العلاقات الثنائية، وكسب دعم دولي لجهود الحكومة الشرعية.

        •      في الولايات المتحدة الأمريكية، التقى الزنداني بمسؤولين في الخارجية الأمريكية والكونغرس، حيث ناقش تعزيز الدعم السياسي والعسكري للحكومة اليمنية، والتعاون في مكافحة الإرهاب، وتخفيف الأزمة الإنسانية التي تعصف بالبلاد. كما شدد على ضرورة مواصلة الضغط على الحوثيين لإجبارهم على الانخراط الجاد في عملية السلام.

        •      في بريطانيا، عقد لقاءات مع مسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية، ركزت على دعم جهود السلام، وتقديم مساعدات إنسانية واقتصادية لليمن، وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، خاصة في ظل اهتمام بريطانيا التاريخي بالملف اليمني.

        •      في الاتحاد الأوروبي، زار بروكسل حيث التقى بمسؤولي السياسة الخارجية في الاتحاد، وناقش سبل تعزيز الدعم الأوروبي للحكومة الشرعية، ورفع مستوى التنسيق في القضايا الإنسانية، وفتح مسارات جديدة للمساعدات الإنمائية.

        •      في المملكة العربية السعودية، باعتبارها الداعم الرئيسي للحكومة اليمنية، كثف الزنداني اللقاءات مع المسؤولين السعوديين، حيث بحث تعزيز التنسيق المشترك، واستمرار الدعم الاقتصادي، وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

        •      في الإمارات العربية المتحدة، ناقش العلاقات الثنائية، والتعاون الاقتصادي والتنموي، وسبل مواجهة التحديات الأمنية في البحر الأحمر والجنوب اليمني.

        •      في سلطنة عُمان، ركزت لقاءاته على بحث جهود الوساطة العمانية في الملف اليمني، وإمكانية توسيع الدور العُماني لدعم عملية السلام واحتواء التوترات في البلاد.

        •      في الصين، بحث تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، خاصة أن الصين تعد أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لليمن، كما ناقش فرص جذب الاستثمارات في مشاريع إعادة الإعمار مستقبلاً.

        •      في تركيا، أجرى محادثات حول توسيع التعاون في المجالات الاقتصادية، ودعم الطلاب اليمنيين الدارسين في الجامعات التركية، إضافة إلى التنسيق في القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

        •      في مصر، التقى المسؤولين المصريين، حيث ركزت المناقشات على تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي، ومناقشة الوضع في البحر الأحمر وتأثيراته على الأمن القومي العربي.

        •      في الأردن، ناقش ملف اللاجئين اليمنيين، وسبل تعزيز التعاون الدبلوماسي والتنموي بين البلدين.

        •      في ألمانيا وفرنسا، أجرى لقاءات مع مسؤولين أوروبيين، ركزت على تعزيز الدعم الإنساني لليمن، ودعم جهود الحكومة الشرعية في المحافل الدولية.

 

إصلاحات داخلية في وزارة الخارجية

 

إلى جانب نشاطه الخارجي، أطلق الوزير الزنداني إصلاحات إدارية جوهرية داخل وزارة الخارجية، بهدف إعادة الانضباط الوظيفي وضمان أداء أكثر كفاءةK وكان من أبرز قراراته:

        1.     استدعاء جميع الدبلوماسيين الذين انتهت فترات عملهم في السفارات، وهو قرار طال انتظاره، حيث ظلت البعثات تعاني من وجود دبلوماسيين تجاوزوا فترات عملهم لسنوات، مما تسبب في ترهل إداري وزيادة الإنفاق غير الضروري.

        2.     إعادة تقييم أداء السفارات والبعثات الدبلوماسية، لضمان قيامها بمهامها وفق أعلى مستويات الكفاءة والمهنية.

        3.     الحد من العشوائية في التعيينات الدبلوماسية، حيث شدد على ضرورة اختيار الكفاءات المؤهلة، بعيدًا عن المحسوبية والولاءات السياسية.

        4.     تحسين بيئة العمل في وزارة الخارجية، عبر تحديث آليات العمل وتعزيز التنسيق بين الإدارات المختلفة.

 

مواجهة التحديات الدبلوماسية بحنكة سياسية

 

واجه الوزير الزنداني عدة ملفات شائكة خلال فترة توليه المنصب، تتعلق بالعلاقات الدولية والتحديات التي تواجه الحكومة اليمنية، واستطاع أن يديرها بحنكة سياسية.

        •      تعزيز موقف الحكومة اليمنية في المفاوضات السياسية: من خلال جولاته الخارجية، سعى الزنداني إلى حشد الدعم السياسي للحكومة الشرعية، وإقناع المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين للالتزام بعملية السلام.

        •      تحسين العلاقات مع الدول الكبرى: عمل على إعادة بناء العلاقات مع الدول المؤثرة، بعد أن شهدت فتورًا خلال الفترات الماضية.

        •      مواجهة التحديات الأمنية في البحر الأحمر: في ظل التهديدات المتزايدة للملاحة الدولية، كثف الزنداني لقاءاته مع شركاء اليمن الإقليميين والدوليين لمناقشة آليات تعزيز الأمن البحري.

        •      الدفاع عن مصالح المغتربين اليمنيين: أجرى لقاءات مع عدة دول لمناقشة تحسين أوضاع الجاليات اليمنية، وخاصة في دول الخليج، حيث توجد أكبر تجمعات للمغتربين اليمنيين.

 

دبلوماسية فاعلة في مرحلة حرجة

 

لا شك أن الدكتور شائع الزنداني يمثل نموذجا لوزير الخارجية الفاعل، الذي لا يكتفي بإدارة الوزارة من الداخل، بل ينشط دبلوماسيًا على المستويين الإقليمي والدولي، ويمضي في إصلاح العمل الدبلوماسي اليمني بخطى ثابتة.

 

وبينما تستمر التحديات التي تواجه اليمن، فإن الدبلوماسية اليمنية بحاجة إلى مزيد من التحركات الفاعلة لتعزيز موقعها الدولي، ويبدو أن الوزير الزنداني يمتلك الأدوات اللازمة لتحقيق اختراقات مهمة تصب في مصلحة اليمن على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني.

 

ويبقى السؤال المطروح: إلى أي مدى ستتمكن الدبلوماسية اليمنية، بقيادة الزنداني، من إحداث تغيير حقيقي في مواقف المجتمع الدولي تجاه الأزمة اليمنية؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف ا