الجيش السوداني يواصل تقدمه.. السيطرة على الحاج يوسف وكافوري تعزز قبضته على الخرطوم

عربية

 

الخرطوم – خاص

 

في تطور عسكري بارز، أعلن الجيش السوداني، السبت، إحكام سيطرته على منطقة الحاج يوسف، كبرى المناطق السكنية في العاصمة الخرطوم، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع، في خطوة تمثل تقدمًا مهمًا في إعادة فرض السيطرة على شرق النيل ومدينة بحري.

 

وقال الجيش في بيان رسمي إن قواته “تتقدم في محور الحاج يوسف وتطهر منازل المواطنين والأعيان المدنية من مليشيا الدعم السريع”، مؤكدًا استمرار العمليات العسكرية حتى بسط نفوذه على كامل العاصمة.

 

تقدم في شرق النيل وبحري.. الدعم السريع يتراجع

 

بث الجيش السوداني مقاطع مصورة لجنوده داخل الحاج يوسف، وهم يعلنون تحرير أحياء المنطقة، فيما أكد شهود عيان لوكالة الأناضول انتشار القوات المسلحة في الشقلة والحاج يوسف وسوق الرواسي. ووفق الشهود، فقد اضطرت قوات الدعم السريع إلى التراجع نحو مناطق أخرى قرب جسر المنشية، الذي يربط بين الخرطوم وشرق النيل، في مؤشر على انحسار وجودها في تلك المناطق.

 

وجاء هذا التقدم بعد يوم واحد فقط من إعلان الجيش السوداني فرض سيطرته على حي كافوري، أحد أهم الأحياء في مدينة بحري شمال الخرطوم. وقد نشر ناشطون مقاطع مصورة تظهر قوات الجيش داخل مقر القيادة والسيطرة التابع للدعم السريع في الحي، والذي كان سابقًا مقرًا لهيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة.

 

قبضة الجيش تشتد في الخرطوم.. معركة الحسم تقترب

 

بهذه التطورات، يقترب الجيش من إحكام سيطرته الكاملة على مدينتي بحري وشرق النيل، بينما يواصل تضييق الخناق على قوات الدعم السريع في الخرطوم، حيث ما زالت الأخيرة تسيطر على أجزاء من وسط المدينة، بما فيها القصر الرئاسي، إضافة إلى بعض الأحياء في شرق وجنوب الخرطوم.

 

وكان الجيش قد أحرز تقدمًا لافتًا في الأسابيع الأخيرة، حيث أعلن في 29 يناير/كانون الثاني الماضي السيطرة على وسط مدينة بحري بالكامل، بما في ذلك جسر المك نمر الرابط بين الخرطوم وبحري، وذلك للمرة الأولى منذ بدء القتال في أبريل/نيسان 2023.

 

نزاع مستمر وكارثة إنسانية تتفاقم

 

يدخل الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شهره العاشر، مخلفًا أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية. ومع استمرار القتال في المناطق السكنية، تتزايد معاناة المدنيين، في ظل أوضاع إنسانية مأساوية، وانهيار شبه كامل للخدمات الأساسية.

 

إلى أين تتجه المعركة؟

 

يبدو أن الجيش يسعى لحسم المواجهة في الخرطوم عبر التقدم التدريجي نحو وسط المدينة، مستفيدًا من مكاسبه الأخيرة في بحري وشرق النيل. في المقابل، لا تزال قوات الدعم السريع تمتلك جيوبًا قوية في بعض المناطق الحيوية، مما يشير إلى أن معركة الخرطوم لم تنتهِ بعد، وأن المرحلة المقبلة قد تشهد مواجهات أكثر شراسة على تخوم القصر الرئاسي والمواقع الاستراتيجية المتبقية.