وفاة موظف أممي في سجون الحوثيين والجماعة تواصل اعتقال العاملين الإنسانيين

عامة

 

إيجازبرس - صعدة 

 

أكدت الأمم المتحدة وفاة أحد موظفيها في سجون جماعة الحوثيين بمحافظة صعدة، بعد أسابيع من اعتقاله، في تطور يعكس تصاعد الانتهاكات ضد العاملين الإنسانيين في اليمن.

 

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، في منشور على منصة إكس:

“لقد حزنت وغضبت من الخسارة المأساوية لعضو فريق البرنامج أحمد باعلوي، الذي فقد حياته أثناء احتجازه تعسفيًا في اليمن. لقد كان رجلًا إنسانيًا مخلصًا وأبًا لطفلين، ولعب دورًا حاسمًا في مهمتنا لتقديم مساعدات غذائية منقذة للحياة.”

 

وعلى الرغم من أن ماكين لم تذكر صراحة الجهة المسؤولة عن احتجازه، إلا أن تقارير عدة أكدت أن أحمد باعلوي، الذي يعمل في برنامج الأغذية العالمي منذ 2017، توفي داخل أحد معتقلات الحوثيين بمحافظة صعدة، معقل زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وذلك بعد أقل من شهر على اعتقاله.

 

وكان باعلوي يعمل مسؤولًا عن عمليات تكنولوجيا المعلومات في برنامج الأغذية العالمي، واعتقلته الجماعة في 23 يناير الماضي، في إطار حملة استهداف ممنهجة ضد موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.

 

الأمم المتحدة تعلق أنشطتها في صعدة

 

جاءت هذه الحادثة بعد يوم واحد من إعلان الأمم المتحدة تعليق جميع أنشطتها في محافظة صعدة، بسبب ما وصفته بـ”المخاطر التي يتعرض لها موظفوها إثر الاعتقالات التعسفية الجديدة”.

 

وكانت الجماعة قد اعتقلت في يناير الماضي ثمانية موظفين أمميين، ستة منهم في صعدة، في خطوة أثارت قلقًا دوليًا واسعًا بشأن أمن العاملين في المجال الإنساني داخل مناطق سيطرة الحوثيين.

 

وأعلن نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أن أنطونيو غوتيريش أصدر توجيهاته لوكالات الأمم المتحدة بوقف عملياتها في المحافظة، قائلًا:

“الأمين العام أمر وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها، في غياب الظروف الأمنية والضمانات اللازمة، بتعليق جميع عملياتها في صعدة، لحماية موظفيها.”

 

وأشار إلى أن هذا القرار يهدف إلى تحقيق توازن بين الحاجة إلى استمرار تقديم المساعدات الإنسانية، وضمان سلامة العاملين في المجال الإغاثي.

 

كما أوضح أن تعليق الأنشطة يمنح الوقت اللازم لإطلاق سراح المعتقلين وضمان توافر الظروف المناسبة لاستمرار العمل الإنساني.

 

تصاعد الانتهاكات ضد العاملين الإنسانيين

 

منذ منتصف العام الماضي، صعّدت جماعة الحوثيين من استهدافها للمنظمات الإنسانية، حيث شنت حملات مداهمة واعتقال واسعة طالت عشرات الموظفين المحليين والدوليين، قبل أن توجه لبعضهم تهمًا بالتجسس والتخابر مع الولايات المتحدة.

 

وتشير تقارير حقوقية إلى أن الحوثيين يستخدمون الاعتقال كوسيلة ضغط على المنظمات الدولية، إما للحصول على تنازلات سياسية، أو لفرض قيود على عمليات الإغاثة بما يخدم أجندتهم.

 

إدانة دولية ومطالب بالإفراج عن المعتقلين

 

أثارت حادثة وفاة أحمد باعلوي موجة إدانات واسعة من قبل المنظمات الحقوقية والهيئات الأممية، وسط مطالبات بإطلاق سراح جميع المعتقلين فورًا، وضمان بيئة آمنة للعمل الإنساني في اليمن.

 

فيما يظل السؤال المطروح: هل ستدفع هذه الحادثة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات أكثر حزمًا تجاه الحوثيين، أم ستظل الانتهاكات ضد العاملين الإغاثيين مستمرة دون رادع؟