158 وفاة وأكثر من 36 ألف حالة إصابة بسبب تفشي الكوليرا في اليمن

تقارير

 

ارتفعت حالات الاشتباه بالإصابة بمرض الكوليرا في اليمن إلى 36,383 حالة وما يقرب من 160 وفاة مرتبطة بالمرض، في محافظات الضالع، وعدن، وأبين، ولحج، وتعز، والحديدة، ومأرب، وحضرموت، والبيضاء، وشبوة، وسقطرى، والمهرة، الواقعة ضمن نفوذ الحكومة الشرعية، وذلك وفقا لإحصائية صادرة عن النظام الإلكتروني المتكامل للإنذار المبكر للأمراض (EIDEWS) خلال الفترة بين 1 يناير و15 سبتمبر/أيلول 2024.

 

واحتلت الضالع صدارة قائمة المحافظات الـ13 في عدد حالات الاشتباه بالكوليرا/الإسهال المائي الحاد (AWD) بعدد 7,585 حالة، تليها عدن بـ6,280 حالة، ثم تعز (5,386)، وأبين (5,289)، والحديدة (5,032)، ولحج (4,931)، ومأرب (653)، وحضرموت الساحل (414)، وشبوة (312)، والبيضاء (235)، فيما كان أقل عدد من الحالات في حضرموت الوادي والصحراء (40)، وسقطرى (27)، والمهرة (22 حالة).

 

وأشارت الإحصائية إلى أن من بين إجمالي هذه الحالات، تم تسجيل 158 حالة وفاة مرتبطة بالمرض، 43 منها في محافظة لحج، و39 في أبين، و36 في تعز، و24 في عدن، بينما سجلت مأرب 8 وفيات، والحديدة 4 حالات وفاة، والمكلا حالة واحدة ومثلها في الضالع.

 

ووفق تقرير أممي حديث، فإن عدد حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في جميع أنحاء اليمن، وصلت إلى ما مجموعه 183,702 حالة؛ من بينها 629 حالة وفاة مرتبطة بالمرض، وذلك منذ بداية العام وحتى سبتمبر/أيلول الجاري، مع الإشارة إلى أن ما نسبته 80% منها أو 147,319 حالة، و471 وفاة مرتبطة بالمرض، تم رصدها في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، شمال البلاد.

 

عوامل تفاقم تفشي الكوليرا في اليمن

يقول عبد الدائم عبد العزيز لـ"العربي الجديد" إن انتشار الكوليرا في اليمن أكبر بكثير من عدد الحالات المعلنة، نتيجة أن عددا كبيرا من الحالات لا تصل إلى المستشفيات والمراكز الطبية، وبالتالي لا يتم تسجيلها، وهناك عدد كبير جدا من حالات الوفاة بسبب الكوليرا في السنوات الأخيرة نتيجة تفشي الوباء بشكل غير مسبوق"، مضيفا أن هناك عوامل عدة وراء انتشار المرض وفي مقدمتها انعدام الخدمات العامة وانعدام المياه الصالحة للشرب، وكثرة المستنقعات المائية في المدن والقرى، وتراكم القمامة خاصة في موسم الأمطار، وكذا ضعف التوعية الصحية، وغياب برامج التوعية، ووسائل الوقاية مثل الرش الضبابي، بالإضافة إلى ضعف القطاع الطبي وانعدام المراكز المتخصصة".

 

ويشدد تيسير السامعي، مسؤول الإعلام الصحي بمكتب الصحة بتعز، لـ"العربي الجديد" على أن الحرب التي تشهدها البلاد تعد العامل الأول في تفشي مرض الكوليرا، حيث أدت الحرب إلى انهيار القطاع الصحي في اليمن، والتقارير الرسمية تشير إلى أن 50% من المرافق الصحية في البلد توقفت بشكل كلي أو جزئي، أضف لذلك التغير في السلوك المجتمعي، وعدم الأخذ بالوسائل الوقائية من قبل الأفراد، بالإضافة إلى القصور في وسائل التوعية".

 

وأضاف السامعي أن الظروف الاقتصادية السيئة التي أثرت على حياة الناس وأدت إلى انتشار رقعة الفقر بشكل كبير، وانعدام المياه الصحية الصالحة للشرب عن معظم السكان، وكارثة السيول والمستنقعات المائية الناتجة عنها هي أسباب إضافية لانتشار موجة جديدة من المرض". مؤكدا أن مكافحة الوباء تتم من خلال ممارسة السلوك الإيجابي عبر الأخذ بكل وسائل الوقاية من قبل المواطن، وخاصة فيما يتعلق بالحرص على النظافة، بالإضافة إلى إصلاح القطاع الصحي وتوفير الإمكانيات المطلوبة بما يمكنه من مكافحة الوباء".