نكابر أغنية الوجع المنسي لرفقاء التشرد والعراء

أخبار اليمن

تحت وطأة الحرب غنى الطفلان اليمنيين كريم وشقيقه محمد  بأغنيتهما "نكابر"، التي أظهرت تعاطفا كبيرا معهما لكن  معاناة منسية تلاحق رفقاء التشرد وهم أكثر من 100 أسرة أخرى قذفت بهم الحرب من منازلهم في وسط محافظ تعز  إلى جنوبها  بمدينة "التربة" المكان الذي حلو فيه ضيوفا للعراء والعزل عن أبسط الخدمات بمافيه مصير نحو 50 طفلا وفتاة خارج المدارس.

يقول الطفل كريم عبدالله "14عاما" الذي أدى أغنية "نكابر"  إلى جانب شقيقه محمد "12عاما"  ل "إيجاز برس" إن أهم أمنية له مواصلة دراسته بعد توقفه عنها وغيره الكثيرين من أطفال وفتيات المخيم بسبب صعوبة الوصول للمدرسة التي تبعد عنه، مسافة أكثر من 3 كيلومتر.

ويضيف "كريم" أن ما لاقاه من النزوح الذي تسبب بحرمانه من التعليم جعل ذائقته الفنية تخرج من أحاسيسه، "أغني باحساس من وجع الحرب لأنني عشت فيها، عندما كنت مع أصدقائي وأبناء حارتي نلعب (الحي الذي يقطنه شمالي غرب المدينة)، تسقط قذائف التي قتلت عدد منهم وبعضهم أصيبوا، ولذلك أغني من أجل ننسى الحرب".

بعد ست سنوات من الصراع، أصبح تعليم الأطفال أكبر ضحايا الحرب في اليمن، وفق بيانات دولية كشفت عن أن ما يربو على مليوني طفل (فتيان وفتيات في سن الدراسة) هم خارج المدارس بسبب الفقر والنزاع وانعدام فرص التعليم.

إلى جانب كريم وأخيه محمد، هناك 50 طفلا وفتاه احرموا من التعليم في المخيم الذي يأوي  115 أسرة انتقلت من  مدرسة الفجر، الإيواء الأول التي لجأت إليه جميع هذه الأسر عند اشتداد المواجهات منتصف العام 2016 في معسكر الدفاع الجوي المجاور للمجمع السكني "للمهمشين" شمالي غرب المحافظة.

وفي تقرير لليونسيف الذي صدر في تموز/يوليو، بشأن تأثير النزاع على تعليم الأطفال في اليمن، فإن القلق يتزايد لأن الأطفال غير الملتحقين بالمدارس أو الذين تسربوا من مدارسهم في الآونة الأخيرة قد لا يعودون للدراسة إطلاقا إذا لم يتم دعمهم بشكل صحيح.

أفاد مسؤول المخيم، الربوعي عبده سعيد سالم ل "إيجاز برس" بإن إحدى المنظمات وفرت باصات نقل أطفال المخيم إلى المدارس، لكنها دشنت هذا المشروع ليوم واحد فقط، وفي اليوم التالي وزعت حقائب دراسية وسبورة واحدة بعهدة إحدى المدرسات كي تلقي الدورس لأطفال وفتيات المخيم بالصفوف الأساسية تحت شجرة؛ بينما طلبة المراحل الدراسية الأخرى ذهبو للعمل من أجل توفير مايبقي أسرهم على قيد الحياة.

وتابع الربوعي، تواجهنا  مشكلة جديدة بسبب نزاع بين الوحدة التنفيذية ومالك قطعة الأرض الذي يتواجد فيه المخيم نتيجة شرط سابق بينهما على أن يبقى المخيم لمدة 5 سنوات مقابل تزويد المخيم بالمياه من بئر مالك الأرض؛ هناك مشروع تم تأهيله لضخ المياه للمنطقة وهو مايفقد مالك الأرض قيمة المياة التي يزود بها نازحي المخيم، ميشرا إلى تخوفه من استمرار عزلهم عن المجتمع.

من جهته علق مدير الجهة المنفذة( ميون) لانتاج أغنية "نكابر"،  سام البحيري أن المجتمع يتفاعل مع الموهوبين، ويتجاهل المعاناة الخفية لم تصل بالشكل المطلوب، ولم يلتفت لها الجميع، هناك المئات من الأطفال والنساء في مخيم الحمراء تحت حر الشمس، محرمون من كل الوسائل التي تساعدهم على الحياة، واحتياجاتهم تكلفهم مشيا على الأقدام، نحو ساعة للوصول إلى الأسواق.

بادرت جهات وشخصيات اعتبارية في دعم الطفلين كريم وشقيقه محمد بعد أن لاقت أغنيتهما "نكابر" انتشارا وتفاعلا بمواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، إضافة  لتناولها بوسائل إعلام محلية ودولية، ومؤخرا أعلنت منظمة محلية كفالتها إيجار سكن لأسرتهما ودراستهم، بينما ينتظر 50 طفلا في المخيم انقاذ مستقبلهم من العراء.