الحمزي: أنشأنا أكثر من 37 مبادرات حققت نجاح لم تحققه الدولة بتعز

تقارير

 

حاورها - عبدالله اليوسفي

 

(أقدمت ميليشيا الحوثي في 21 سبتمبر 2014 على اقتحام المدن اليمنية بدعم من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وكانت البداية من محافظة عمران وتوالى سقوط المدن وأحدة تلو الأخرى في مشهد دراماتيكي، وما أن وصلت الميليشيات تخوم محافظة تعز تريد اقتحامها، حتى تداعى أبناء المدينة للتصدي لتلك الجحافل ونجحوا في ذلك، وبقيت على أطراف المدينة فلجأت إلى اطباق الحصار الكامل على المدينة من جميع منافذها ( الحوبان الضباب التربة المخاء) حتى انهك ابناء المدينة من شدة الحصار فأطلق المواطنون نداءات الإستغاثة ولا مجيب.

 

وخلال فترة الحصار أدرك ابناء تعز أن لا خلاص لهم من شبح المجاعة جراء الحصار المطبق إلا من خلال إطلاق مبادرات شبابية طوعية، عملت في مجال الإغاثة حتى ازيح جزء من الحصار عن المدينة، وكانت تلك المبادرات هي بصيص الأمل الذي كسر وحشية الحرب، في ظل غياب مؤسسات الدولة والمنظمات الدولية.

 

وهنا نتساءل .. كيف تشكلت تلك المبادرات؟ وكيف عملت في زمن الحصار الكامل قبل أن يفتح خط الضباب؟ وما هو مصدر تمويلها؟

-------

وللإجابة على هذه التساؤلات أجرينا هذا الحوار مع مستشارة تكتل المبادرات النسوية الناشطة أنيسة الحمزي.

أهلا وسهلا بك استاذة انيسة.

س1 - بداية هل لك أن تحدثينا عن دوافع إنشاء تلك المبادرات اثناء الحرب والحصار؟

 

ج1- إذا تكلمنا عن النشأة فالبداية كانت منذ اندلاع الحرب والانقلاب في اليمن تحديدا في الزمن 2015 الذي بدا فيها الحرب في 15/ 3/ 2015

تزامن بعد ذلك في 22 مارس اول حصار يطبق على محافظة تعز، في ظل هذه الظروف التي هي ظروف الحصار التي تقريبا الكل شاهدها كانت هذه المؤشرات تؤشر الى ان هناك مصيبة قادمة على المحافظة، انقطاع الطرق بشكل عام عطل كل مناحي الحياة.

فكان لزاما علينا ان نقوم بادوارنا كمواطنين فاعلين نشعر بالمسئولية تجاه هذه المدينة، فبلورنا واعدنا تشكيل مبادرات قمنا بانشائها في العام 2011 ، بلورناها بما يتلائم مع وضع الحرب والحصار على المدينة.

 

س2 - على ماذا ركزت تلك المبادرات؟

 

ج2 - ركزت المبادرات بشكل أساسي حول اغاثة المدينة بالطعام والماء والادوية بحكم انها اساسيات بعيدا عن بقية المتطلبات التي استهدفنا فيها المدينة بمراحل اخرى من مراحل عمل المبادرات.

 

س3- كم عدد هذه المبادرات التي انشأت وما أهمها؟

 

ج3 -  في فترة الحصار الشامل على تعز نشأت أكثر من سبعة وثلاثون مبادرة كانت تغطي المدينة المحاصرة بأكملها وأهم تلك المبادرات هي (ايادي الخير. دروب العطاء. ركاز. بأيدينا. معا نبني ونرتقي)

هذه المبادرات عملت في عدة مجالات اهمها (الاستجابة الطارئة. التنمية المستدامة. المرأة والطفل. التدريب والتأهيل)

 

س4 -  بما أن عدد المبادرات تجاوز 37 مبادرة كم عدد المستهدفين من تمويلات هذه المبادرات؟

 

ج4 -  المبادرات استهدفت عدد كبير من المواطنين المحاصرين وصل في العام 2018 لأكثر من مليون واربعمائة ألف حالة مقسمة على المديريات المحاصرة.

وهذا العدد شكل آنذاك نسبة 90% من المواطنين المتواجدين في المدينة بحكم موجة النزوح التي قللت من المواطنين المتواجدين بالمدينة.

 

س5 - ما مدى نجاح مبادراتكم استاذة انيسة مقارنة بوضع وظروف الحصار؟

 

ج5 - قبل أن أجيب على سؤالك سأسألك عدة اسئلة!

قس مقدار التحول من العام 2015 إلى 2021.

هل ماتت مدينة تعز؟

هل افرغت من سكانها؟

إذا كانت افرغت من سكانها فستعلم أن المبادرات لم يكن لها أي دور، لكن الحياة المنتعشة والمواطنون المتواجدون وإعادة الحياة في هذه الفترة أستطع القول بان هذه المبادرات حققت نجاح لم تحققه الدولة بذاتها.

 

س6 - من خلال إطلاعنا على عملكم في المبادرات كانت هناك ائتلافات قمتم بإنشائها بماذا خدمتكم هذه الائتلافات؟

 

ج6- قمنا بإنشاء هذه الائتلافات لعدة اسباب أهمها:

احتياجنا إلى مكون يستوعب كل هذه المبادرات

كنا نريد المحافظة على الداعمين من تشتت دعمهم لكثير من المبادرات وكسب صفة الرسمية في الائتلاف

كانت هذه الائتلافات المنظم لعمل المبادرات في الاحياء

هذه الائتلافات وحدت لنا الداعمون الذين كان اغلبهم خارجيون اما منظمات خارجية او رجال اعمال بالخارج

 

س7- استاذة مانوع الصعوبات التي واجهتكم في ظل عملكم بالاغاثات؟

 

ج7- كانت هناك مجموعة من الصعوبات التي واجهتنا والتي اعاقتنا جزئيا ولم توقف عملنا بالمبادرات

اهم تلك الصعوبات والمعوقات مثلا

الفرق العاملة في الاغاثة كان فريق متطوعين وليس لديهم خبرة مما حتم علينا عمل دورات تأهيل للفرق العاملة بالإغاثة.

القصف العشوائي للمدينة اعاق عملنا في بعض المناطق القريبة من خطوط النار

انقطاع الطرقات اعاق دخول المساعدات الانسانية

كان هناك منفذ طالوق وهو الوحيد الذي عبره كنا ندخل المساعدات للمدينة على ظهور الحمير وساعدونا اصحاب تلك المناطق بنقل المساعدات للمدينة على ظهورهم كذلك قبل ان يفتح معبر الدحي ليزيح جزء من الحصار على المدينة

 

س8- اخيرا استاذة انيسة في ظل العمل الدؤوب لهذه المبادرات ماهو مستقبل تلك المبادرات؟

 

ج8- العمل الدؤوب الذي اشتغلت فيه تلك المبادرات يحتاج الى احتواء واستيعاب حقيقي

والا يغفل الدور الذي قامت به ولا تهمش

وان تشعر الدولة بالامتنان لهذه المبادرات التي وقفت وصمدت في فترة غياب الدولة.

في الختام نشكر مستشارة تكتل المبادرات النسوية الناشطة  أنيسة الحمزي على إتاحة الفرصة لنا بإجراء هذا الحوار .