من لقاءات بغداد إلى تصريحات محمد بن سلمان.. إشارات أميركية لاقتراب موعد القطاف في اليمن

عامة

يعود المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، إلى السعودية وسلطنة عمان في جولة جديدة لدفع المساعي الدولية الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق نار في اليمن، والعودة إلى طاولة الحوار.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن ليندركينغ سيعقد "اجتماعات مع كبار المسؤولين الحكوميين في البلدين والعمل بالاشتراك مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث".

وتركز مناقشات المبعوث الخاص ليندركينغ، بحسب الخارجية الأميركية، "على ضمان التسليم المنتظم للسلع والمساعدات الإنسانية في مختلف أنحاء اليمن وبدون عوائق وتعزيز وقف دائم لإطلاق النار ونقل الأطراف إلى عملية سياسية".

وأشار بيان الخارجية إلى أن المبعوث الخاص ليندركينغ "يعتمد على الإجماع الدولي لوقف هجوم الحوثيين على مأرب، والذي لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي تهدد الشعب اليمني".

وتأتي زيارة ليندركينغ إلى السعودية وعمان بعد تطورات وتحركات مهمة جرت خلال الأيام القليلة الماضية، أبرزها يتمثل بالتقاير الصحافية التي كشفت عن لقاءات عقدت في بغداد وستستكمل بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين بوساطة عراقية.

وكذلك ما تبع هذه التقارير من معلومات عن لقاءات عقدها مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وليام برنز، مع مسؤولين إيرانيين في منزل وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في بغداد والتي نفتها "السي آي إيه" وإيران.

إضافة إلى أنها تأتي بعد تصريحات لافتة أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان، أكد فيها أن بلاده ترغب في إقامة علاقات "طيبة ومميزة" مع جارتها إيران، وأنه يريد إيران مزدهرة، و"أن يجلس الحوثي على طاولة المفاوضات للوصول لحلول تكفل حقوق الجميع" وتأكيده أن "الحوثي في الأخير يمني ولديه نزعة عروبية نتمنى أن تحيى فيه بشكل أكبر ويراعي مصالحه ومصالح وطنه".

أما الزيارة إلى سلطنة عمان، فتأتي بعد ساعات من مغادرة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مسقط التي لعبت وما زالت دور الوسيط في حل التعقيدات الإيرانية والحوثي.

كما لعبت عمان سابقا وربما حاليا دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران والذي أدى في نهاية المطاف للتوصل إلى الاتفاق النووي المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة.

واللافت خلال زيارة ظريف للسلطنة التصريحات التي نسبت إليه بعد اجتماعه بالمتحدث باسم الحوثيين وكبير المفاوضين، محمد عبد السلام، بأن "إيران تدعم إحياء وقف إطلاق النار في اليمن وكذلك الحوار بين اليمنيين".

وردا على هذه التصريحات، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ"الحرة"، طالبا عدم الكشف عن هويته، أنه "إذا أرادت إيران أن تظهر أنها يمكن أن تكون لاعبا مسؤولا، فإن الوقت هو الآن لبدء القيام بذلك من خلال عدم تأجيج الصراع في اليمن مباشرة أو بشكل غير مباشر".

وسيحاول ليندركينغ بالتأكيد استطلاع حقيقة كل هذه المواقف والبناء عليها بالتنسيق مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارك غريفيتث.

فهل تشمل لقاءات ليندركينغ في مسقط، الحوثيين؟ 

درج العرف والتقاليد والدبلوماسية ألا تعلق الخارجية على مثل هذه الاجتماعات والتحركات.

وهذا ما حصل بالفعل في الثالث من مارس الماضي عندما كشفت وكالة رويترز عن عقد أول اجتماع مباشر في مسقط في 26 من فبراير المنصرم بين مسؤولين أميركيين من بينهما ليندركينغ وكبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام.

ورفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية حينذاك، نيد برايس، نفي أو تأكيد هذه الأنباء.

وبعيدا عن النفي أو التأكيد، لا مجال للشك بأن هناك تحركات واتصالات دبلوماسية أميركية ودولية جارية وأصبحت متقدمة لوضع حد نهائي لما تطلق عليه إدارة الرئيس جو بايدن أسوأ كارثة إنسانية في العالم. ويبدو أن موعد القطاف قد اقترب.

 

ميشال غندور