عقب تأسيس المجلس استبشر اليمنيون بأن يعزز هذا المجلس حضور الدولة في المناطق المحررة، ويتجه نحو حسم المعركة مع مليشيا الحوثيين ومن خلفهم إيران، من خلال جمع التشكيلات العسكرية والأمنية تحت قيادة موحدة هدفها تحرير العاصمة صنعاء، لكن الأيام والأحداث كشفت للكثيرين أن مجلس القيادة الرئاسي انحاز بشكل كبير إلى مشاريع الفوضى، ووقف في صف المأزومين والمشحونين بالأحقاد، المرتهنون للخارج.
لقد فاجأ هذا المجلس اليمنيين حين قرر إقالة قادة عسكريين وأمنيين في شبوة دافعو عن الجمهورية ووقفوا سدا منيعاً ضد المليشيات الحوثية، وفي الحين ذاته وقف فيها محافظ شبوة عوض الوزير مع مليشيا تتبع الإمارات وتخلى عن الجيش والأمن الذين هم حماة الجمهورية، وذهب لإرضاء أبو ظبي التي جاء منها قبل أن يعين على رأس محافظة شبوة، وعاد حاملاً معول الحقد والانتقام وأخذ يهدم مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية وأوقف عجلة التنمية في المحافظة، بدا منذ اللحظة الأولى خالياً من أية مشاريع وطنية تخدم شبوة وأبنائها، وكأن مهمته اقتصرت على تنفيذ وازاحة القادة الشرفاء الذين تمكنوا من وقف ملشنة المحافظة وإحجام النفوذ الإماراتي.
اليوم وبعد كل هذا العبث الذي حدث في شبوة لم يعد غريباً أن يقدم الشرفاء استقالتهم من هذا مجلس القيادة الرئاسي الذي لم يكن على قدر المسؤولية ولم يمثل طموحات اليمنيين وآمالهم العريضة، حيث كان يأمل الجميع بانه سيجمع اليمنيين خلف معركتي التحرير ويقود التنمية.
لقد خيب رئيس المجلس رشاد العليمي ظن اليمنيون، وأثبت فشله مبكراً، وتبين انه لم يكن عند مستوى الظن والحدث واللحظة، وهذا التراخي الغير مبرر من قبل المجلس يثبت وارتهانه لمن لا يريدون لليمن أن يتخلص من كارثة الانقلاب الحوثي، ويدفع اليمنيون للبحث عن خيارات أخرى قد لا تكون ملائمة لكنها ضرورية لحماية اليمن، والانتصار للتضحيات الكبيرة التي قدمها اليمنيون في معركة مواجهة احتلال مليشيا الإيراني للعاصمة صنعاء.