يحاول طارق صالح كسر كل الوجهات التي تمتلك حاضنة سواء حاضنة شعبية أو حاضنة قبلية،
مثل زيد الخرج الذي يمتلك حاضنه شعبية ونفوذ على الأرض كونه زعيم عصابات التهريب وقادر يحرك كل العصابات في المنطقة.
يمثل زيد الخرج وغيره من المشايخ تهديد وجودي لطارق صالح الذي
تحولت المخا الى عاصمة لمجلسه، فرغم قيامه ببناء مئات الشقق لجنوده ليصبحوا بعد فترة من سكان المخا إلى انه يشعر، انه لن يكون مستقر وما دام في المخا مشايخ اقوياء، ويؤثرون على الحاضنة الشعبية،
في المقابل يحظى زيد الخرج بحاضنه كونه يطالب بالخدمات التي يعجز عن توفيرها طارق صالح، مثل الكهرباء التي تحولت الى كهرباء تجارية لشركة الفيصل، وأيضا فتح ميناء المخا التي يرى المواطنون ان طارق صالح سبب في استمرار إغلاقه وحرمانهم من فوائده،
يستغل زيد الخرج مظلومية الناس وتبني مطالبهم، بينما يعجز طارق عن توفير الخدمات، وكل ما يملكه هو القبضة الأمنية والعسكرية.
التحالف السعودي الإماراتي واستطاع خلال الفترة الماضية توفير خدمات للناس مثل الكهرباء التي كانت مجانية للمنازل لمدة عامين، ومشروع المياه الذي كان أيضاً مجاني.
فكان الناس متنازلين عن مطالبتهم بفتح الميناء كون الخدمات مجانية،
لكن بعد أن أصبح الحكم بيد طارق صالح، تحولت الكهرباء إلى تجارية وبأسعار عالية لا يقدر المواطن في المخا على دفعها، مما دفع بالوضع نحو التأزم، واستغل زيد الخرج حالة الغضب عند الناس ليقوم بتبني مطالبهم، ويدخل في خلافات مع طارق صالح، خاصة بعد أن قام طارق بطرد مدير المديرية الفتيح الذي فر هارب إلى القاهرة.
ويحاول طارق إزاحة زيد الخرج عن المشهد بأي وسيلة حتى باستخدام القوة، لكن زيد الخرج يمتلك حاضنة شعبية وحلفاء عسكرين، ويقف إلى جانب زيد الخرج العديد من المقاتلين التابعين للمقاومة التهامية التي عانت الويلات بسبب تهميشها من قبل صالح طارق.
بالإضافة إلى مقاتلين وقيادات من أولية العمالقة التي وتعرضت للتهميش وأصبحت تابعة لطارق صالح بعد أن كانت هي القوة العظمى في الساحل الغربي.
أعتقد أن جولة الصراع الحالية ستتوقف بصلح قبلي وسيهدئ الوضع، لكنه ليس انتهاء للمعركة بل تأجيل الى مراحل قادمة.
فالوضع العسكري في الساحل معقد، والغوص في تفاصيله ومشاكله يوصلك الى قناعة أنه، لا أحد قادر أن يكون هو المتحكم والمسيطر الوحيد على المنطقة.
ولن يستطيع طارق صالح القضاء على زيد الخرج ولا العمالقة ولا التهامين، وبنفس الوقت لن يستطيع التعايش معهم.