•اليمن تعز
جملة حفظتها عن والدي رحمه الله، وتأتي الأحداث تباعاً لتثبت هذه الرؤية الواعية بأهمية تعز ودورها المحوري في كافة مراحل التاريخ اليمني.
ومن هذا المنطلق فلقد كنت دائماً على قناعة نقلتها لمعظم قيادات البلاد، أن أقصر وأضمن طريق لتحرير صنعاء يمر بتعز، وأن استكمال تحريرها من رجس الانقلابيين هو البداية الحقيقية لتحرير عاصمة اليمن الكبير، صنعاء الحبيبة.
وهذا لا يقلل من شأن أو دور مأرب العز التي نالت شرف الحفاظ على الدولة والجمهورية، إلا أن تعز بوابة التحرير التي تمثل اليمن وتحتضن وتتسع لكل اليمنيين، كما وصفها الشيخ عبد الله رحمه الله.
لقد تعرضت تعز وتتعرض لخذلان كبير، فقد خذلها الرئيس المنتخب عندما رضخ لطلب أحد أطراف التحالف العربي بإيقاف قوات الجيش بعد تحرير عدن على الحدود الشطرية، بدلاً من مواصلة تحرير بقية المناطق ابتداءً بتعز، والظروف كانت مهيأة لذلك.
واستمر بخذلانها عندما بخل عليها بتوفير احتياجات الجيش لاستكمال تحرير المحافظة بعد أن تمكن أبناؤها بجهودهم من كسر تقدم الانقلابيين وتحرير معظم مناطق المحافظة وحماية عدن من اجتياح حوثي جديد. وخذلها أبناؤها الذين تولوا مناصب عليا في الدولة.
إلا أن الأغرب والأدهى من هذا الخذلان أن تجد جرأة لدى البعض بتصور أن لهم الحق في بسط نفوذهم على تعز، وهم من ناصبوها العداء وقتلوا رجالها ونساءها بدم بارد، ولم يحرروا شبراً واحداً من أراضيها، واحتلوا ميناءها وحولوه إلى مستعمرة تديرها دويلة أخرى وتتحكم به، حتى أصبح هذا الميناء التاريخي منفذاً لتهريب كل ما تحتاجه جماعة الحوثي الانقلابية ومنطقة خارج سيطرة الحكومة الشرعية.
وها هم اليوم بكل بجاحة يحاولون استثمار وتسييس قضية مقتل الشهيدة أفتِهان محمد المشهري لنفث أكاذيبهم وممارسة التضليل والتدليس.
وهذا لا يقل عن انتهازية ذلك الخطاب الموازي الذي يتهكم على تعز ومأرب بوصفهما (مديريتين)، بينما هما في الواقع واجهة اليمن وقلعتا الجمهورية ومعقل مواجهة المليشيات الطائفية، ولولا تعز ومأرب بعد الله، وجهود كل أحرار اليمن الذين انحازوا إليهما وإلى مشروع اليمن الكبير، لاستباحت مليشيات الحوثي كل أرجاء اليمن.
ولهؤلاء أقول: تعز أكبر منكم ومن مشاريعكم الشخصية وأحقادكم وطموحاتكم غير المشروعة. والنصيحة الصادقة لهؤلاء أن المناصب التي منحتها لكم الظروف لا تعني تجاوز أو نسيان ما اقترفتموه بحق الوطن والمواطن، ومشاركتكم في مأساة الانقلاب على الشرعية، ولكنها يمكن أن تكون فرصة للتكفير عن الخطايا والانحياز الصادق للمشروع الوطني، وهو ما لم نجده منكم حتى اليوم.
رحم الله شهيدة تعز الأستاذة أفتِهان، وأشدّ على أيدي السلطات المحلية ومشايخ ووجهاء تعز ببذل قصارى جهودهم لإيصال كل من تورط في قتل الشهيدة إلى يد القضاء، لينالوا جزاءهم العادل جراء ما اقترفته أيديهم الآثمة.
حفظ الله اليمن وحفظ الله الحالمة تعز.