شيّع الآلاف، صباح اليوم الثلاثاء، جثمان افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة في تعز، إلى مثواها الأخير في مقبرة قرية الشباطي بمنطقة المشاولة بمديرية المعافر، مسقط رأسها، وسط أجواء من الحزن العميق والغضب الشعبي من الجريمة البشعة التي أودت بحياتها.
وانطلق موكب التشييع من مدينة تعز بعد الصلاة على الجثمان في مسجد السعيد جنوب المدينة، حيث رافق المشيعون الجثمان إلى قريتها في مشهد مهيب اختلطت فيه الدموع بالشعارات المطالبة بالعدالة، مؤكدين أن الفاجعة ستظل حاضرة في وجدان المدينة.
وحضر المراسم جمع غفير من الشخصيات الاجتماعية والقيادات المحلية والناشطين الشباب والنساء، الذين أكدوا أن المشهري ستبقى رمزًا للعمل المجتمعي وخدمة الناس، بعدما كرّست حياتها لقضايا البيئة والنظافة في تعز.
وشدد المشاركون على ضرورة ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة، معتبرين أن اغتيالها لا يمثل خسارة شخصية لأسرتها فحسب، بل ضربة موجعة للمجتمع بأسره.
وكانت المشهري (45 عامًا) قد اغتيلت بدمٍ بارد بعد أن اخترقت رأسها نحو 20 رصاصة أثناء مرورها بسيارتها في شارع سنان وسط مدينة تعز، في جريمة هزت الرأي العام.
وأثارت الحادثة إدانات واسعة من مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، فضلًا عن أحزاب سياسية ونقابات ومنظمات حقوقية، أكدت جميعها أن ما جرى جريمة إرهابية تستوجب الردع والمحاسبة.
وعقب الاغتيال، استنفرت الأجهزة الأمنية في تعز وأطلقت حملة واسعة لملاحقة المطلوبين أمنيًا والعصابات المسلحة الخارجة عن القانون، وأسفرت عن مقتل المتهم الرئيسي في الجريمة واعتقال العشرات من المتورطين والمطلوبين في قضايا جنائية أخرى.
ويأتي التشييع في وقت يتزايد فيه الضغط الشعبي لتعزيز الأمن والاستقرار في مدينة تعز، ووضع حد للجرائم المنظمة التي تستهدف حياة المدنيين والشخصيات المجتمعية على حد سواء.