سيول جارفة تهدد حياة اليمنيين وتخلف أضرارًا جسيمة!

حكومية

 

تحول موسم الأمطار في اليمن- هذا العام – إلى خطر كبير يتربص باليمنيين ويهدد حياتهم؛ إذ تسببت السيول بانهيار الكثير من المنازل بشكل كلي أو جزئي بالإضافة إلى قطع الطرقات وخسارة كبيرة في ممتلكات المواطنين.

 

وارتفع عدد ضحايا السيول هذا العام بشكل أكبر عن الأعوام السابقة في العديد من المحافظات اليمنية في ظل افتقار الكثير منها إلى أجهزة إنذار مبكر وضعف البنية التحتية وقلة وجود الدفاع المدني الذي يحذر المواطنين من الاقتراب من مناطق السيول.

 

وفي تقريرٍ حديثٍ لها قالت الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA): إن” الأمطار الغزيرة والفيضانات تسببت بمقتل وإصابة 20 شخصًا وتضرر أكثر من 22 ألف أسرة في اليمن خلال العام الجاري 2024″ مؤكدة “منذ بداية موسم الأمطار هذا العام، في مارس/آذار 2024م، ألحقت السيول والأمطار الغزيرة الأضرار بـ 22,255 أسرة في جميع أنحاء اليمن”.

 

ويوم أمس الأول تدفقت سيول جارفة في مديرية مقبنة غربي تعز، في مناطق (ميراب، وشمير، والهجر) إذ جرفت المياه أشجار النخيل وطمرت آبار المياه وألحقت أضرارًا جسيمة بمزارع وممتلكات المواطنين في الوادي الممتد من ميراب إلى المضروبة كما حدثت أضرار بشرية.

 

في حديثه لموقع” يمن مونيتور” يقول المواطن نبيل سيف” أحد المتضررين من سيل مقبنة” بدأ المطر عصر يوم الخميس الساعة الثالثة والربع وقد كان غزيرًا بشكل أخاف الكثير منا، وعندما استمر لساعتين متتاليتين شعر الناس بخطره وكان يومًا مخيفًا لأهل المنطقة جميعهم، كنا وكأننا نعيش مشهدًا من مشاهد يوم القيامة”.

 

وأضاف نبيل” لم يحدث سيل بمنطقتنا مثل هذا السيل إطلاقًا، حتى الآباء والأجداد لا يتذكرون أنه قد حدث مثله بحياتهم، كثافة المياه التي انحدرت علينا لم تكن من منطقتنا فقط فقد تجمعت سيول الأمطار من العديد من المناطق من شرعب وغيرها من مناطق مقبنة، وهذا المطر نزل سيلًا جارفًا على منطقتنا وخلف أضرارًا كبيرة بشرية ومادية”.

 

أضرار لا حصر لها

 

وأردف” الأراضي الزراعية مجروفه تمامًا، فقد أصبحت سائلة واحدة والكثير من الممتلكات الخدمية فقدت تمامًا من آبار وخزانات مياه ومواسير وبيبات ومنظومات مياه بالإضافة إلى 2 من المواطير الكهربائية التي تعمل بالديزل لضخ الماء التي كانت تغذي المنطقة، كذلك متاجر وسيارات مواطنين وأما أنا فقد أخذ السيل سيارتي مع محتويات مصنع الطوب(البلوك) وأربع لفات بلاسكو وهناك من أخذ عليه ممتلكاته وهناك من فقد أساس بيته الذي كان قد بناه وأضرار كثيرة لا حصر لها”.

 

وتابع” بالنسبة للأضرار البشرية غالبيتها جروح بالإضافة إلى أنه هناك شخصان مفقودان من أبناء المنطقة كما حصل الأهالي على جثة أحدهم ما تزال مجهولة الهوية، وهناك بائعة الجبن وهي من منطقة أخرى قيل إنها كانت في الوادي أثناء المطر ثم اتضح في الأخير أنها نجت بنفسها فقط وفقدت ممتلكاتها”.

 

وأشار إلى أنه” ما تزال المنطقة تعيش الخطر بعد هذا السيل، المواطنون هنا منكوبون بكل ما تعني الكلمة من معنى والخوف مسيطر عليهم”.

 

واختتم” نطالب الجهات الرسمية والداعمين بالتدخل العاجل لإصلاح هذه الأضرار التي كادت أن توقف الحياة لدى المواطنين وأن تجعل في رأس أولوياتها فتح الطريق الذي طمسته السيول”.

 

في السياق ذاته يقول وليد الجبزي (صحفي):” في موسم الأمطار يستبشر الكثير من الناس بالخير والبركة؛ لأن تلك الأمطار تعمل على إعادة الحياة للأرض إلا أنه قد يكون هذا الموسم خطرًا على حياة الكثير من المواطنين الذين يقطنون في الأماكن القريبة من ممرات السيول”.

 

وأضاف الجبزي لموقع” يمن مونيتور” هذه السيول لم تعد تهدد حياة المواطنين وحسب؛ بل إنها تهدد منازلهم وممتلكاتهم ومحاصيلهم الزراعية ما يجعل الإنسان يعيش في حالة قلق في موسم الأمطار وخاصة أولئك الذين يقطنون في الوديان القريبة من مجاري السيول”.

 

وأشار إلى أنه” في زمن الحرب هناك من النازحين من اضطروا إلى نصب مخيماتهم   في مناطق قريبة  من مجاري السيول التي تنزل من الجبال المرتفعة كما هو حاصل في  مديرية المعافر محافظة تعز وفي قرى أخرى  هناك  مشاريع مياه الشرب يتم وضعها في أماكن عبور تلك السيول وهذا- بلا شك – خطر يهدد حياة المواطنين”.

 

وأردف” إلى جانب الأخطاء التي يرتكبها المواطنون في بناء منازلهم في الأماكن القريبة من ممرات السيول توجد هناك أمور أخرى مثل ضعف البنية التحتية في تلك المناطق والتي يجب تحسينها حتى لا تتكرر المآسي نفسها كل عام”.

 

قلة الوعي وضعف الاهتمام

 

وتابع” اليوم ومن المؤسف جدا..  تحدث هذه الأضرار بسبب قلة الوعي من قبل المواطنين بخطورة الأمطار الغزيرة وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة في الوقاية من الغرق في هذه السيول كما أنه لا يوجد اهتمام بهذا الجانب من قبل الجهات المختصة كالتعاون بين الحكومة والمنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني من أجل تحقيق استجابة فعالة تحد من أضرار السيول”.

 

وواصل” يجب على الحكومة أن تهتم بهذا الجانب لتنقذ حياة الكثير من الأبرياء، كما يجب على المواطنين التعاون والعمل الجماعي في بناء السدود والحواجز المائية وذلك للحد من هذه السيول في هذا الموسم والاستفادة من هذه المياه في المواسم الأخرى”.

 

من جهته يقول، فؤاد عون (منسق قرية حجفات التي تضررت من السيول في مديرية الشمايتين عزلة عزاعز)” في قرية حجفات خلفت السيول أضرارا مادية كبيرة فقد جرفت الأراضي الزراعية التي كان يعتمد عليها المزارعون في معيشتهم وأصبحت هذه الأراضي غير صالحة للزراعة فيها فقد تحولت إلى سائلة واحدة”.

 

عجز المواطنين عن إعادة إصلاح أراضيهم

 

وأضاف عون لموقع” يمن مونيتور”: المواطنون وحدهم لن يستطيعوا إصلاح هذه الأضرار الجسيمة، الأضرار كبيرة تتطلب تدخل منظمات إنسانية لعمل حواجز وإسناد واستصلاح للأراضي الزراعية التي تم طمسها ورفدها بالأحجار التي جرفتها السيول”.

 

وأشار إلى أنه في كل مرة تجرف فيها السيول الأراضي الزراعية يقوم الأهالي بإصلاحها عن طريق الشيوالات والتي يأخذ أصحابها أجرة في الساعة الواحدة 70 ألف ريال والناس لا يقدرون على دفع مبلغ كهذا لعمل ساعة واحدة فقط”.

 

وأكد” الأراضي الزراعية بحاجة إلى عمل إسنادا دفاعية للسيول فالمنطقة مهددة كل صيف بخطر السيول بسبب وجود أودية عديدة منها وادي شعب الحفور، ووادي المحاقن ووادي الحجر”.

 

وتابع ” نناشد السلطة المحلية والصندوق الاجتماعي للتنمية بسرعة التدخل في إنقاذ ما تبقى من الأراضي الزراعية وذلك بعمل إسناد لأضرار السيول لتفادي ما سيحدث مستقبلا من أضرار خصوصًا وأننا ما نزال نعيش في موسم الأمطار”.

 

وواصل” لقد ذهب   مصدر رزق أبناء هذه القرية الذين كانوا يعتمدون عليه من خلال زراعة أراضيهم ويعتاشون منها لكن أغلبها  اليوم مطمورة  تنتظر من يعيد لها الحياة وهناك من المواطنين من نزحوا بسبب فقدانهم مصدر دخلهم”.