يستقبل طلبة المدارس في اليمن عامهم الجديد في بيئة تعليمية بالغة الصعوبة جراء الحرب، لكن معاناة طلبة مدرسة 6 أكتوبر بتعز تُفاقمها الجغرافيا والمكان الذي تقف عليه في ثاني أعلى قمة بالبلاد، ولا سبيل للوصول إليها، إلا سيرًا على الاقدام.
تكتض فصول مدرسة 6 أكتوبر بالطلاب رغم عدم كفايتها في بيئة لاتناسب تلقي الدورس بشكل صحيح مما ينعكس سلبًا عليهم ومدرسيهم بحد سوأ، نتيجة احتياجات المدرسة لإعادة الترميم والتوسعة.
الأستاذة "أماني قاسم" معلمة بالمدرسة قالت إنها تجد صعوبة أثناء إلقاء الدروس بسبب ازدحام الطلبة نتيجة قلة الفصول التي أجبرت إدارة المدرسة لدمج الطلبة "بنين وبنات" ووصل عدد الطلاب إلى أكثر من 40 طالب وطالبة في الصف الثالث الثانوي، بفصلٍ مساحته لاتزيد عن 3 في 4 متر.
وتضيف ينعكس سلبًا على نفسيتي عندما لا استطيع ايصال المعلومة للطالب،... وتابعت كمعلم ينتابك الضمير حينما تريد أن تؤدي واجبك لكن هناك مايمنعك وأنت لاتستطيع حله، ويرتد ذلك سلبًا على الطلبة.
المدرسة تقع في منطقة الصناحف على سلسلة جبلية تابعة لمديرية مشرعة وحدنان جنوب محافظة تعز، وتأسست على أيدي مدرسين مصريين بالتعاون مع سكان المنطقة في العام 1974م، اقترح المعلمون المصريون تسميتها بمدرسة 6 أكتوبر استلهامًا من انتصار بلدهم في حربها مع الاحتلال الاسرائيلي في ال6 من أكتوبر عام 1973م.
ومنذ ذلك الوقت ظلت المدرسة دون توسعةٍ أو ترميم وتفتقد لدورة المياة ومقاعد الطلبة "كراسي"، حتى بدأت بعض الفصول يتسرب منها المياة وأدى ذلك إلى تأكل الخرسانة والحديد مما جعلها آئلة للسقوط على رؤوس الطلبة ما دفع بإدارة المدرسة إلى إيجاد حلول جعلت الطلبة يبنون مقاعدهم من الحجارة ويتلقون دروسهم في عراء أرض زراعية مجاورة لها
تحدث مدير التربية والتعليم بالمديرية الدكتور عبدالعالم السبئي ل "إيجاز برس" قائلًا: إن أكثر من 8 آلاف طالب وطالبة يتوزعون على مدارس المديرية وتحتاج عدد من المدارس لإعادة الترميم والتوسعة، ومنها مدرسة 6 أكتوبر التي تمثل معاناة بشكل خاص لطلبتها البالغ عددهم مايقارب ال "600"، نتيجة الجغرافيا التي تقع فيها، مبينًا أن أي تدخل لاصلاحها يحتاج تكاليف مضاعفة، لأن جزء كبير من الدعم يذهب لتكاليف النقل بسبب وعورة الطريق.
طريق جبلية وعرة للوصول إلى المدرسة تبدأ من منطقة "كريف ألود" وحتى قرى صناحف "جنوب شرق المديرية" بمسافة تصل إلى 700 متر وهي طريق ضيقة ما يمكن من نقل احتياجات سكان المنطقة بالحمير فقط، مما يضاعف أجور النقل، وعرقل ذلك تدخل الداعمين لإصلاح المدرسة.
لكن مؤخرًا تمكن المنتدى الإنساني باليمن عبر منظمة "Human Appeal" من التخفيف معاناة الطلبة، وبحسب مدير المشروع بشير التبعي، فإن المشروع شمل بناء دورتين للمياة ( حمامات)، ترميم ثلاثة سطوح لفصول كانت آئلة للسقوط، إضافة للبلاط بعد أن كان الطلبة يتلقون دورسهم فوق الحجارة، وتوزيع حقيبة مدرسية للطلاب ومنظومة شمسية.
من جهته أوضح مدير المدرسة سلطان حمود حسن ل"إيجاز برس" أن المدرسة كانت طاردة للطلاب بسبب عدم وجود دورات مياه وحاجة المدرسة للأثاث لكن هذا العام عاد كثير من الطلبة بعد جزء من ترميم المدرسة.
وبحسب مدير المدرسة فإنها تحتاج إلى توسعة وبناء فصول إضافية كي تكون البيئة التعليمة للطلبة آمنة وأكثر جدوى، إضافةً لخزان مياه، وسور، ومَعمليين لطلاب المرحلة الأساسية والثانوية. ومعلمين لمواد الرياضيات واللغتين العربية والانكليزية.