لاجئون عرب في أولمبياد طوكيو.. إنجازات رغم الصعاب

يبرز اللاجئون السوريون بشكل خاص الذين يروي وصولهم إلى طوكيو قصصا مثيرة عن المثابرة والصبر والأمل- لجنة الأولمبياد
يبرز اللاجئون السوريون بشكل خاص الذين يروي وصولهم إلى طوكيو قصصا مثيرة عن المثابرة والصبر والأمل- لجنة الأولمبياد
رياضة

يشارك لاجئون عرب في أولومبياد طوكيو، رغم الصعاب التي عاشوها في بلادهم، وفي رحلة البحث عن الأمان لهم ولذويهم.

 

وينافس 26 رياضيا من اللاجئين، اختارتهم اللجنة الأولمبية الدولية للمشاركة في الحدث الكبير بالعاصمة اليابانية، في تموز/ يوليو المقبل، وذلك بعد سنوات من التدريب.

وقالت اللجنة إن مشاركتهم تبعث "برسالة قوية من التضامن والأمل، وترفع المزيد من الوعي حول محنة أكثر من 80 مليون شخص من المهجرين في جميع أنحاء العالم".

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، وهو أيضا نائب رئيس المؤسسة الأولمبية للاجئين: "إنهم مجموعة مميزة من الأشخاص الذين يلهمون العالم.. إن النجاة من الحروب والاضطهاد والقلق من العيش خارج أوطانهم تجعلهم بالفعل أشخاصا غير عاديين".

وأضاف: "هؤلاء الرياضيون يجسدون آمال وتطلعات أكثر من 80 مليون شخص حول العالم ممن هجرتهم الحروب والاضطهاد.. إنهم بمثابة تذكير بأن كل شخص يستحق فرصة للنجاح في الحياة".

وستكون هذه المرة الثانية التي يشارك فيها فريق من اللاجئين في الألعاب الأولمبية، وذلك بعد المشاركة الأولى في دورة ريو دي جانيرو، في عام 2016، حيث نافس 10 رياضيين لاجئين من أربعة بلدان.

 

وتم اختيار فريق طوكيو من بين الرياضيين اللاجئين المدعومين من اللجنة الأولمبية الدولية بواسطة برنامج المنح الأولمبية للرياضيين اللاجئين.

 

ويبرز اللاجئون السوريون بشكل خاص، والذين يروي وصولهم لطوكيو قصصا مثيرة عن المثابرة والصبر على المصاعب والأمل بمستقبل أفضل.

 

قصص مثيرة

 

وتشارك السبّاحة السورية، يسرى مارديني (23 عاما) في طوكيو بعد أن كانت ضمن فريق الألعاب الأولمبية الصيفية 2016.

 

وفرّت يسرى من بلادها في 2015 إلى ألمانيا، عبر بيروت ثم تركيا وصولا إلى جزيرة لسبوس في اليونان.

 

 

وفي الرحلة الأخيرة، تعطل القارب الذي كان سيوصلهما إلى الجزيرة، فاضطرت الأختان وامرأة ثالثة أن يسبحن لدفع  القارب لمدة ثلاث ساعات وإيصاله إلى الشاطئ.

وقالت مارديني في مقابلة صحفية في وقت سابق: "طوال الطريق، يمكنك فقط سماع كل صلواتنا بصوت واحد".

   

واستمرت في رحلتها إلى وجهتها النهائية، ألمانيا، سيرا على الأقدام وفي حافلات. تقول مارديني: "كانت الرياضة طريقنا للخروج من سوريا.. أعطتنا الأمل في بناء حياتنا الجديدة".

 

الدّرّاج السوري "بدر الدين"

ومن بين المشاركين في مسابقة ركوب الدراجات السوري المولود في حلب، أحمد بدرالدين (30 عاما) المقيم في سويسرا وكان قد حل تاسعا في مسابقة أبطال آسيا عام 2019.

 

وفاز  أحمد كناشئ بالعديد من البطولات المحلية وبسباق الطرق العربية كما أنه كان أول ناشئ يشارك في بطولات عالمية باسم سوريا، لكن مع اندلاع الحرب، أصبحت حياته أكثر صعوبة، وفي عام 2014، قرر أنه لا خيار لديه سوى الفرار، وبالفعل وصل إلى سويسرا بعد رحلة طويلة.

 

وفي الوقت الحالي يمارس ركوب الدراجات بالإضافة إلى أمله في دراسة علوم الرياضة.

 

 

العراقي "العبيدي" في مسابقة المصارعة

وفي مسابقة المصارعة، يشارك اللاجئ العراقي المقيم في النمسا أكرم العبيدي (22 سنة)، الذي كان قد حصل على المركز الثالث في بطولة أوروبا للناشئين 2019 (ESP)، بعد أن وصل إلى النمسا فارا من الموصل التي نشأ فيها.

 

وترك العبيدي بلاده بعد أن بدأ تنظيم الدولة بتجنيد الشباب في المدينة، وبعد أن وصل إلى النمسا، في 2016، واصل التدريبات وتنافس مع زملائه في مسابقة دولية في ريغا، وحصل فيها على الميدالية الذهبية، وحالياً يتدرب سبع مرات في الأسبوع في ناد محلي للمصارعة ويدرب الأطفال. 

 

 

العبيدي قال في مقابلة مع موقع "olympics.com" حول مغادرته الموصل: "لم أكن أرغب في المغادرة، لكن كان علي أن أفعل ذلك.. لقد كانت تجربة مخيفة للغاية. لم أكن أعرف إلى أين سأذهب أو إلى أين سينتهي بي المطاف".

 

وعندما انتقل إلى النمسا، واجه صعوبات في التأقلم مع الحياة الجديدة، إلا أنه استطاع التغلب عليها، بعد أن "فتحت موهبته له الطريق" واستطاع إنشاء العديد من الصداقات في عالم المصارعة.

 

وبعد أدائه المتميز في عالم المصارعة، وضع حلم طوكيو نصب عينيه، وقام برسم الحلقات الأولمبية الخمس على أحد جدران منزله، لتذكيره بهذا الهدف، وبالفعل حصل على منحة الرياضيين من اللجنة الأولمبية الدولية، واستفاد من التدريب والتمويل في سعيه للمنافسة حتى تم اختياره بالفعل.