الحوثي، عندما أسقط الدولة، كسر ناموس الجميع: جيش، وسياسيين، وأحزاب، ومشايخ كانت مواكبهم ضخمة، ومدججة بمختلف الأسلحة، وإذا صادفت مواطنًا بسيطًا في طريقها، فالله يرحمه. وقبائل، كان بعضها نخيطها إلى السماء، وكأنها تملك الأرض ومن عليها، وكل تركيبات المجتمع. فأتى الحوثي، وكشف عورات الجميع، وأهان الجميع.
هناك أحرار قاوموه ولا يزالون صامدين، وهناك من داسهم الحوثي وأهان كرامتهم، وهم يتلذذون بهذه الإهانات، ويحشدون القبائل معه لمواجهة إخوانهم الأحرار. لم يترك الحوثي أحدًا من غير سلالته ليكون كبير قوم.
وآن الأوان لأن يستعيد الجميع كرامتهم، ويعيدوا الاعتبار لناموسهم تحت ظل دولة تضمن للجميع كرامتهم ومواطنتهم، وفق عدل يشمل الجميع دون تمييز. ولن يتم ذلك إلا بتوحيد الكلمة، وخفض الجناح لبعضنا بعضًا، تحت ظل دولة لا تميز بين مواطنيها، وكرامتهم سواء بسواء.
فلا يتنمر أحد على مشروع الدولة، بينما هو عند الحوثي ذليل، مطيع للأوامر، منفذ للتوجيهات، وهو صاغر، مذلّة له، وكأن حياته وسلوكه كما قال الشاعر بتصرّف: أسدٌ عليّ، وعند الحوثي نعامة.
ما لم يصحُ الجميع، فالمشوار طويل، وسيُذلّ الجميع.
اللهم ألهمنا رُشدنا.